تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ١٣٦
الزخرف الآية 19 23 الزينة يعني النساء (وهو في الخصام غير مبين) في المخاصمة غير مبين للحجة من ضعفهن وسفههن قال قتادة في هذه الآية قلما تتكلم امرأة تريد أن تتكلم بحجتها إلا تكلمت بالحجة عليها (أو من) في محل من ثلاثة أوجه الرفع على الابتداء والنصب على الإضمار مجازه أو من ينشؤ في الحلية يجعلونه بنات الله والخفض ردا على قوله (مما يخلق) وقوله (بما ضرب) 19 (وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا) قرأ أهل الكوفة وأبو عمرو (عباد الرحمن) بالباء والألف بعدها ورفع الدال كقوله تعالى (بل عباد مكرمون) وقرأ الآخرون (عند الرحمن) بالنون ونصب الدال على الظرف وتصديقه كقوله عز وجل (إن الذين عند ربك) الآية (أشهدوا خلقهم) قرأ أهل المدينة على ما يسم فاعله ولينوا الهمزة الثانية بعد همزة الاستفهام أي أحضروا خلقهم وقرأ الآخرون بفتح الشين أي أحضروا خلقهم حين خلقوا وهذا كقوله (أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون) (ستكتب شهادتهم) على الملائكة أنهم بنات الله (ويسئلون) عنها قال الكلبي ومقاتل لما قالوا هذا القول سألهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال \ ما يدريكم أنهم بنات الله قالوا سمعنا من آبائنا ونحن نشهد أنهم لم يكذبوا \ فقال الله تعالى (ستكتب شهادتهم ويسئلون) عنها في الآخرة 20 (وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم) يعني الملائكة قاله قتادة ومقاتل والكلبي وقال مجاهد يعني الأوثان وإنما لم يعجل عقوبتنا على عبادتنا إياها لرضاه منها بعبادتها قال الله تعالى (مالهم بذلك من علم) فيما يقولون ما هم إلا كاذبون في قولهم إن الله تعالى رضي منا بعبادتها وقيل إن هم إلا يخرصون فيما يقولون (إن هم إلا يخرصون) في قولهم إن الملائكة إناث وأنهم بنات الله 21 (أم آتيناهم كتابا من قبله) أي من قبل القرآن بأن يعبدوا غير الله (فهم به مستمسكون) 22 (بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة) على دين وملة قال مجاهد على إمام (وإنا على آثارهم مهتدون) جعلوا أنفسهم باتباع آبائهم الأولين مهتدين 23 (وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها) أغنياؤها ورؤساؤها (إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون) بهم
(١٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 ... » »»