تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ١٣٠
الشورى الآية 40 44 أخرجهم الكفار من مكة وبغوا عليهم مكنهم الله في الأرض حتى انتصروا ممن ظلمهم ثم ذكر الله الانتصار فقال 40 (وجزاء سيئة سيئة مثلها) سمى الجزاء سيئة وإن لم يكن سيئة لتشابههما في الصورة قال مقاتل يعني القصاص في الجراحات والدماء قال مجاهد والسدي هو جواب بالقبيح إذا قال له أحد أخزاك الله يقول أخزاك الله وإذا شتمك فاشتمه بمثلها من غير أن تعتدي قال سفيان بن عيينة قلت لسفيان الثوري ما قوله عز وجل (وجزاء سيئة سيئة مثلها) قال إن يشتمك رجل فتشتمه أو أن يفعل بك فتفعل به فلم أجده عنده شيئا فسألت هشام ابن حجيرة عن هذه الآية فقال الجارح إذا جرح يقتص منه وليس هو أن يشتمك فتشتمه ثم ذكر العفو فقال (فمن عفا) عمن ظلمه (وأصلح) بالعفو بينه وبين ظالمه (فأجره على الله) قال الحسن إذا كان يوم القيامة نادى مناد من كان له على الله أجر فليقم فلا يقوم إلا من عفا ثم قرأ هذه الآية (إنه لا يحب الظالمين) قال ابن عباس الذين يبدأون بالظلم 41 (ولمن انتصر بعد ظلمه) أي بعد ظلم الظالم إياه (فأولئك) يعني المنتصرين (ما عليهم من سبيل) بعقوبة ومؤاخذة 42 (إنما السبيل على الذين يظلمون الناس) يبدأون بالظلم (ويبغون في الأرض بغير الحق) يعملون فيها بالمعاصي (أولئك لهم عذاب أليم) 43 (ولمن صبر وغفر) فلم ينتصر (إن ذلك) الصبر والتجاوز (لمن عزم الأمور) حقها وحزمها قال مقاتل من الأمور التي أمر الله بها قال الزجاج الصابر يؤتى بصبره الثواب فالرغبة في الثواب أتم عزما 44 (ومن يضلل الله فما له من ولي من بعده) فماله من أحد يلي هدايته بعد إضلال الله إياه أو يمنعه من عذاب الله (وترى الظالمين لما رأوا العذاب) يوم القيامة (ويقولون هل إلى مرد من سبيل) يسألون الرجعة في الدنيا
(١٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 ... » »»