تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ١٤٣
الزخرف الآية 58 61 حصب جهنم وقد ذكرناه في سورة الأنبياء عليهم السلام (إذا قومك منه يصدون) قرأ أهل المدينة والشام والكسائي (يصدون) بضم الصاد أي يعرضون نظيره قوله تعالى (يصدون عنك صدودا) وقرأ الآخرون بكسر الصاد واختلفوا في معناه قال الكسائي هما لغتان مثل يعرشون ويعرشون وشد عليه يشد ويشد ونم بالحديث ينم وينم وقال ابن عباس معناه يضجون وقال سعيد بن المسيب يصيحون وقال الضحاك يعجون وقال قتادة يجزعون وقال القرظي يضجرون ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون يقولون ما يريد منا محمد إلا أن نعبده ونتخذه إلها كما عبدت النصارى عيسى 58 (وقالوا أآلهتنا خير أم هو) قال قتادة أم هو يعنون محمدا فنعبده ونطيعه ونترك آلهتنا وقال السدي وابن زيد أم هو يعنون عيسى قالوا يزعم محمد أن كل ما عبد من دون الله في النار فنحن نرضى أن تكون آلهتنا مع عيسى وعزير والملائكة في النار وقال الله تعالى (ما ضربوه) يعني هذا المثل (لك إلا جدلا) خصومة بالباطل وقد علموا أن المراد من قوله (وما تعبدون من دون الله حصب جهنم) هؤلاء الأصنام (بل هم قوم خصمون) أخبرنا أبو سعيد الشريحي أنا أبو إسحاق الثعلبي أنا أبو بكر عبد الرحمن بن عبد الله الجمشاوي أنا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الله بن نمير ثنا حجاج بن دينار الواسطي عن أبي غالب عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل \ ثم قرأ (ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون) 59 ثم ذكر عيسى فقال (إن هو) ما هو يعني عيسى عليه السلام (إلا عبد أنعمنا عليه) بالنبوة (وجعلناه مثلا) آية وعبرة (لبني إسرائيل) يعرفون به قدرة الله عز وجل على ما يشاء حيث خلقه من غير أب 60 (ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة) أي ولو نشاء لأهلكناكم وجعلنا بدلا منكم ملائكة (في الأرض يخلفون) يكونون خلفاء منكم يعمرون الأرض ويعبدونني ويطيعونني وقيل يخلف بعضهم بعضا 61 (وإنه) يعني عيسى عليه السلام (لعلم للساعة) يعني نزوله من أشراط الساعة يعلم به قربها وقرأ ابن عباس وأبو هريرة وقتادة (إنه لعلم للساعة) بفتح اللام والعين أي أمارة وعلامة وروينا عن
(١٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 ... » »»