تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ١٢٩
الشورى الآية 34 39 (على ظهره) على ظهر البحر لا تجري (إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور) أي لكل مؤمن لأن صفة المؤمن الصبر في الشدة والشكر في الرخاء 34 (أو يوبقهن) يهلكهن ويغرقهن (بما كسبوا) أي بما كسبت ركبانها من الذنوب (ويعف عن كثير) من ذنوبهم فلا يعاقب عليها 35 (ويعلم) قرأ أهل المدينة والشام (ويعلم) برفع الميم على الاستئناف كقوله عز وجل في سورة براءة (ويتوب الله على من يشاء) وقرأ الآخرون بالنصب على الصرف والجزم إذا صرف عنه معطوفه نصب وهو كقوله تعالى (ويعلم الصابرين) صرف من حال الجزم إلى النصب استخفافا وكراهية لتوالي الجزم (الذين يجادلون في آياتنا ما لهم من محيص) أي يعلم الذين يكذبون بالقرآن إذا صاروا إلى الله بعد البعث أن لا مهرب لهم من عذاب الله 36 (فما أوتيتم من شيء) من رياش الدنيا (فمتاع الحياة الدنيا) ليس من زاد المعاد (وما عند الله) من الثواب (خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون) فيه بيان أن المؤمن والكافر يستويان في أن الدنيا متاع لهم يتمتعان بها فإذا صار إلى الآخرة كان ما عند الله خيرا للمؤمن 37 (والذين يجتنبون كبائر الإثم) قرأ حمزة والكسائي (كبير الإثم) على الواحد ههنا وفي سورة النجم وقرأ الآخرون (كبائر) بالجمع وقد ذكرنا معنى الكبائر في سورة النساء (والفواحش) قال السدي يعني الزنا وقال مجاهد ومقاتل ما يوجب الحد (وإذا ما غضبوا هم يغفرون) يحملون ويكظمون الغيظ ويتجاوزون 38 (والذين استجابوا لربهم) أجابوه إلى ما دعاهم إليه من طاعته (وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم) يتشاورون فيما يبدوا لهم ولا يعجلون (ومما رزقناهم ينفقون) 39 (والذين إذا أصابهم البغي) الظلم والعدوان (هم ينتصرون) ينتقمون من ظالميهم من غير أن يعتدوا قال ابن زيد جعل الله المؤمنين صنفين صنف يعفون عن ظالميهم فبدأ بذكرهم وهو قوله (وإذا ما غضبوا هم يغفرون) وصنف ينتصرون من ظالميهم وهم الذين ذكروا في هذه الآية قال إبراهيم في هذه الآية كانوا يكرهون أن يستذلوا فإذا قدروا عفوا قال عطاء هم المؤمنون الذين
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»