تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ١٤٠
الزخرف الآية 40 44 من الكفار والشياطين الحظ الأوفر من العذاب وقال مقاتل لن ينفعكم الاعتذار والندم اليوم فأنتم وقرناؤكم اليوم مشتركون في العذاب كما كنتم مشتركين في الكفر 40 (أفأنت تسمع الصم أو تهدي العمى ومن كان في ضلال مبين) يعني الكافرين الذين حقت عليهم كلمة العذاب لا يؤمنون 41 (فإما نذهبن بك) بأن نميتك قبل أن نعذبهم (فإنا منهم منتقمون) بالقتل بعدك 42 (أو نرينك) في حياتك (الذي وعدناهم) من العذاب (فإنا عليهم مقتدرون) قادرون متى شئنا عذبناهم وأراد به مشركي مكة انتقم منهم يوم بدر وهذا قول أكثر المفسرين وقال الحسن وقتادة عنى به أهل الإسلام من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وقد كان بعد النبي صلى الله عليه وسلم نقمة شديدة في أمته فأكرم الله نبيه وذهب به ولم يره في أمته إلا الذي يقر عينه وأبقى النقمة بعده وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم أري ما يصيب أمته بعده فما رؤي ضاحكا منبسطا حتى قبضه الله لنفسه 43 (فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم) 44 (وإنه) يعني القرآن (لذكر لك) أي لشرف لك (ولقومك) من قريش نظيره (لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم) أي شرفكم (وسوف تسئلون) عن حقه وأداء شكره روى الضحاك عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سئل لمن هذا الأمر بعدك لم يجب بشيء حتى نزلت هذه الآية فكان بعد ذلك إذا سئل لمن هذا قال لقريش أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا عبد الرحمن بن شريح أنا أبو القاسم البغوي ثنا علي بن الجعد أنا عاصم بن محمد بن زيد عن أبيه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي اثنان \ أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل حدثنا أبو اليمان أنا شعيب عن الزهري قال كان محمد بن جبير بن مطعم يحدث عن معاوية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول \ إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبه الله على وجهه ما أقاموا الدين \ وقال مجاهد القوم هم العرب فالقرآن لهم شرف إذ نزل بلغتهم ثم يختص بذلك الشرف الأخص فالأخص من العرب حتى يكون الأكثر لقريش ولبني هاشم وقيل ذلك شرف لك بما أعطاك من الحكمة ولقومك المؤمنين بما هداهم الله به وسوف تسئلون عن القرآن وعما يلزمكم من القيام بحقه
(١٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 ... » »»