تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ١١٥
فصلت الآية 34 38 رسول الله صلى الله عليه وسلم \ بين كل أذانين صلاة \ ثلاث مرات ثم قال الثالثة \ لمن شاء \ أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أبو منصور السمعاني ثنا أبو جعفر الرياني ثنا حميد بن زنجويه ثنا محمد بن يوسف ثنا سفيان عن زيد العمي عن أبي إياس معاوية بن قرة عن أنس بن مالك قال سفيان لا أعلمه إلا وقد رفعه النبي صلى الله عليه وسلم قال \ لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة \ 34 قوله عز وجل (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة) قال الفراء (لا) ههنا صلة معناه ولا تستوي الحسنة والسيئة يعني الصبر والغضب والحلم والجهل والعفو والإساءة (ادفع بالتي هي أحسن) قال ابن عباس أمر بالصبر عند الغضب وبالحلم عند الجهل وبالعفو عند الإساءة (فإذا الذي بينك وبينه عداوة) يعني إذا فعلت ذلك خضع لك عدوك وصار الذي بينك وبينه عداوة (كأنه ولي حميم) كالصديق والقريب قال مقاتل بن حيان نزلت في أبي سفيان بن حرب وذلك أنه لأن للمسلمين بعد شدة عداوته بالمصاهرة التي حصلت بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم ثم أسلم فصار وليا بالإسلام حميما بالقرابة 35 (وما يلقاها) ما يلقى هذه الخصلة وهي دفع السيئة بالحسنة (إلا الذين صبروا) على كظم الغيظ واحتمال المكروه (وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم) في الخير والثواب وقال قتادة الحظ العظيم الجنة أي ما يلقاها إلا من وجبت له الجنة 36 (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع) لاستعاذتك وأقوالك (العليم) بأفعالك وأحوالك 37 قوله (ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن) إنما قال (خلقهن) بالتأنيث لأنه أجراها على طريق جمع التكسير ولم يجرها على طريق التغليب للمذكر على المؤنث (إن كنتم إياه تعبدون) 38 (فإن استكبروا) عن السجود (فالذين عند ربك) يعني الملائكة (يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون) لا يملون ولا يفترون
(١١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 ... » »»