تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٢١٦
سورة طه من الآية 24 وحتى الآية 37 24 قوله تعالى (اذهب إلى فرعون إنه طغى) يعني جاوز الحد في العصيان والتمرد فادعه إلى عبادتي 25 (قال) موسى (رب اشرح لي صدري) وسعه للحق قال ابن عباس يريد حتى لا أخاف غيرك وذلك أن موسى كان يخاف فرعون خوفا شديدا لشدة شوكته وكثرة جنوده وكان يضيق صدرا بما كلف من مقاومة فرعون وجنده فسأل الله أن يوسع قلبه للحق حتى يعلم أن أحدا لا يقدر على مضرته إلا بإذن الله وإذا علم ذلك لم يخف عن فرعون وشدة شوكته وكثرة جنوده 26 (ويسر لي أمري) يعني سهل علي ما أمرتني به من تبليغ الرسالة إلى فرعون 27 (واحلل عقدة من لساني) وذلك أن موسى كان في حجر فرعون ذات يوم في صغره فلطم فرعون لطمة وأخذ بلحيته فقال فرعون لآسية امرأته إن هذا عدوي وأراد أن يقتله فقالت آسية إنه صبي لا يعقل ولا يميز وفي رواية أن أم موسى لما فطمته ردته فنشأ موسى في حجر فرعون وامرأته آسية يربيانه واتخذاه ولدا فبينما هو يلعب يوما بين يدي فرعون وبيده قضيب يلعب به إذ رفع القضيب فضرب به رأس فرعون فغضب فرعون وتطير بضربه حتى هم بقتله فقالت آسية أيها الملك إنه صغير لا يعقل فجربه إن شئت فجاءت بطشتين في أحدهما الجمر وفي الآخر الجواهر فوضعتهما بين يدي موسى فأراد أن يأخذ الجواهر فأخذ جبريل بيد موسى فوضعها على النار فأخذ جمرة فوضعها في فمه فأحرقت لسانه وصارت عليه عقدة 28 (يفقهوا قولي) يقول أحلل العقدة كي يفقهوا كلامي 29 (واجعل لي وزيرا) معينا وظهيرا (من أهلي) والوزير من يوازرك ويعينك ويتحمل عنك بعض ثقل عملك ثم بين من هو فقال 30 (هارون أخي) وكان هارون أكبر من موسى بأربع سنين وكان أفصح منه لسانا وأجمل وأوسم أبيض اللون وكان موسى آدم أقنى أجعد 31 (اشدد به أزري) قوله تعالى به ظهري 32 (وأشركه في أمري) يعني في النبوة وتبليغ الرسالة وقرأ ابن عامر (اشدد) بفتح الألف (وأشركه) بضمها على الجواب حكاية عن موسى يعني افعل ذلك وقرأ الآخرون على الدعاء والمسألة عطفا على
(٢١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 ... » »»