سورة طه من الآية 57 وحتى الآية 61 ترعى (إن في ذلك) الذي ذكرت (لآيات لأولي النهى) لذوي العقول واحدتها نهية سميت نهية لأنها تنهى صاحبها عن القبائح والمعاصي قال الضحاك لأولي النهى الذين ينتهون عما حرم الله عليهم قال قتادة لذوي الورع 55 (منها) أي من الأرض (خلقناكم) يعني أباكم آدم وقال عطاء الخراساني إن الملك ينطلق فيأخذ من تراب المكان الذي يدفن فيذره على النطفة فيخلق من التراب ومن النطفة فذلك قوله تعالى (منها خلقناكم وفيها نعيدكم) أي عند الموت والدفن (ومنها نخرجكم تارة أخرى) يوم الفتح 56 قوله تعالى (ولقد أريناه) يعني فرعون (آياتنا كلها) يعني الآيات التسع التي أعطاها الله موسى (فكذب) بها وزعم أنها سحر (وأبى) أن يسلم 57 (قال) يعني فرعون (أجئتنا لتخرجنا من أرضنا) يعني أرض مصر (بسحرك يا موسى) أي تريد أن تغلب على ديارنا فيكون لك الملك وتخرجنا منها 58 (فلنأتينك بسحر مثله فاجعل بيننا وبينك موعدا) أي فاضرب بيننا وبينك أجلا وميقاتا (لا تخلفه) قرأ أبو جعفر (لا نخلفه) جزما لا نجاوزه (نحن ولا أنت مكانا سوى) قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة ويعقوب (سوى) بضم السين وقرأ الآخرون بكسرها وهما لغتان مثل عدى وعدى وطوى وطوى قال مقاتل وقتادة مكانا عدلا بيننا وبينك وعن ابن عباس ونصفا ومعناه تستوي مسافة الفريقين إليه قال أبو عبيدة والقتيبي وسطا بين الفريقين قال مجاهد منصفا وقال الكلبي يعني سوى هذا المكان 59 (قال موعدكم يوم الزينة) قال مجاهد وقتادة ومقاتل والسدي كان يوم عيد لهم يتزينون فيه ويجتمعون في كل سنة وقيل هو يوم النيروز وقال ابن عباس وسعيد بن جبير يوم عاشوراء (وأن يحشر الناس ضحى) أي وقت الضحوة نهارا جهارا ليكون من الريبة 60 (فتولى فرعون فجمع كيده) مكره وحيلته وسحره (ثم أتى) أي الميعاد 61 (قال لهم موسى) يعني للسحرة الذين جمعهم فرعون وكانوا اثنين وسبعين ساحرا مع كل واحد حبل وعصا وقيل كانوا أربعمائة وقال كعب كانوا اثني عشر ألفا وقيل أكثر من ذلك (ويلكم لا
(٢٢١)