سورة طه من الآية 41 وحتى الآية 48 عشرة سنة (فنجيناك من الغم) أي من غم القتل وكربه (وفتناك فتونا) قال ابن عباس رضي الله عنه اختبرناك اختبارا وقال الضحاك ومقاتل ابتليناك ابتلاء وقال مجاهد أخلصناك إخلاصا وعن ابن عباس في رواية سعيد بن جبير أن الفتون وقوعه في محنة بعد محنة خلصه الله منها أولها أن أمه حملته في السنة التي كان فرعون يذبح فيها الأطفال ثم إلقاؤه في البحر في التابوت ثم منعه الرضاع إلا من ثدي أمه ثم أخذ بلحية فرعون حتى هم بقتله ثم تناوله الجمرة بدل الدرة ثم قتله القبطي وخروجه إلى مدين خائفا فكان ابن عباس يقص القصة على سعيد بن جبير فعلى هذا معنى فتناك خلصناك من تلك المحن كما يفتن الذهب من النار فيخلص من كل خبث فيه والفتون مصدر (فلبثت) فمكثت أي فخرجت من أرض مصر إلى مدين فلبثت (سنين في أهل مدين) يعني ترعى الأغنام عشر سنين ومدين بلدة شعيب عليه السلام ثمانيا وعشرين سنة عشر سنين منها مهر زوجته صفوراء بنت شعيب وثمان عشرة سنة أقام عنده حتى ولد له (ثم جئت على قدر يا موسى) قال مقاتل على موعد ولم يكن هذا الموعد مع موسى وإنما كان موعدا في تقدير الله قال محمد بن كعب جئت على القدر الذي قدرت لك أنك تجيء إلي فيه وقال عبد الرحمن بن كيسان على رأس أربعين سنة وهو القدر الذي يوحى فيه إلى الأنبياء وهذا معنى قول أكثر المفسرين أي على الموعد الذي وعده الله وقدره أنه يوحى إليه بالرسالة وهو أربعون سنة 41 قوله عز وجل (واصطنعتك لنفسي) أي اخترتك واصطفيتك لوحيي ورسالتي يعني لتتصرف على إرادتي ومحبتي وذلك أن قيامه بأداء الرسالة تصرف على إرادة الله ومحبته قال الزجاج اخترتك لأمري وجعلتك القائم بحجتي والمخاطب بيني وبين خلقي كأني الذي أقمت بك عليهم الحجة وخاطبتهم 42 (اذهب أنت وأخوك بآياتي) بدلالاتي وقال ابن عباس يعني الآيات التسع التي بعث بها موسى (ولا تنيا) ولا تضعفا وقال السدي لا تفتروا وقال محمد بن كعب لا تقصرا (في ذكري) 43 (اذهبا إلى فرعون إنه طغى) قرأ أبو عمرو وأهل الحجاز (لنفسي اذهب) (وذكري اذهبا)
(٢١٨)