و (ان قومي اتخذوا) (من بعدي اسمه) بفتح الياء فيهن ووافقهم أبو بكر (من بعدي اسمه) وقرأ الباقون بإسكانها 44 (فقولا له قولا لينا) يقول دارياه وارفقا به قال ابن عباس رضي الله عنه لا تعنفا في قولكما وقال السدي وعكرمة كنياه فقولا يا أبا العباس وقيل يا أبا الوليد وقال مقاتل يعني بالقول اللين (هل لك إلى أن تزكى وأهديك إلى ربك فتخشى) وقيل أمرهما باللطافة في القول لما له من حق التربية وقال السدي القول اللين أن موسى أتاه ووعده على قبول الإيمان شبابا لا يهرم معه وملكا لا ينزع منه إلا بالموت ويبقى له لذة المطعم والمشرب والمنكح إلى حين موته وإذا مات دخل الجنة فأعجبه ذلك وكان لا يقطع أمرا دون هامان وكان غائبا فلما قدم أخبره بالذي دعاه إليه موسى وقال أردت أن أقبل منه فقال له هامان كنت أرى أن لك عقلا ورأيا أنت رب تريد أن تكون مربوبا وأنت تعبد تريد أن تعبد فغلبه على رأيه وكان هارون يومئذ بمصر فأمر الله موسى أن يأتي هارون وأوحى إلى هارون وهو بمصر أن يتلقى موسى فتلقاه إلى مرحله وأخبره بما أوحى إليه (لعله يتذكر أو يخشى) أي يتعظ ويخاف ويسلم فإن قيل كيف قال (لعله يتذكر) وقد سبق في علمه أنه لا يتذكر ولا يسلم قيل معناه اذهبا على رجاء منكما وطمع وقضاء الله وراء أمركما وقال الحسين بن الفضل هو ينصرف إلى غير فرعون مجازه لعله يتذكر ويخشى خاش إذا رأى بري وألطافي بمن خلقته وأنعمت عليه ثم ادعى الربوبية وقال أبو بكر محمد بن عمر الوراق لعل من الله واجب ولقد تذكر فرعون وخشي حين لم تنفعه الذكرى والخشية وذلك حين ألجمه الغرق قال آمنت أنه لا إلاه إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين وقرأ رجل عند يحيى بن معاذ هذه الآية فقالا له قولا لينا فبكى يحيى وقال إلهي هذا برك بمن يقول أنا الإله فكيف برك بمن يقول أنت الإله 45 (قالا) يعني موسى وهارون (ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا) قال ابن عباس رضي الله عنهما يعجل علينا بالقتل والعقوبة يقال فرط عليه إذا عجل بمكروه وفرط منه أمر أي بدر وسبق (أو أن يطغى) أي يجاوز الحد في الإساءة إلينا 46 (قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى) قال ابن عباس أسمع دعاءكما فأجيبه وأرى ما يراد بكما فأمنعه لست بغافل عنكما فلا تهتما 47 (فأتياه فقولا إنا رسولا ربك) أرسلنا إليك (فأرسل معنا بني إسرائيل) أي خل عنهم وأطلقهم من أعمالك (ولا تعذبهم) لا تتعبهم في العمل وكان فرعون يستعملهم في الأعمال الشاقة (قد جئناك بآية من ربك) قال فرعون وما هي فأخرج يده لها شعاع كشعاع الشمس (والسلام على من اتبع الهدى) ليس المراد منه التحية إنما معناه يسلم من عذاب الله من أسلم 48 (إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى) أي إنما يعذب الله من كذب بما جئنا به وأعرض عنه
(٢١٩)