تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٢١٢
سورة طه من الآية 7 وحتى الآية 14 التراب الندي قال الضحاك يعني ما وارى الثرى من شيء وقال ابن عباس إن الأرضين على ظهر النون والنون على بحر ورأسه وذنبه يلتقيان تحت العرش والبحر على صخرة خضراء خضرة السماء منها وهي الصخرة التي ذكر الله في قصة لقمان فتكن في صخرة والصخرة على قرن ثور والثور على الثرى وما تحت الثرى لا يعلمه إلا الله وذلك الثور فاتح فاه فإذا جعل الله عز وجل البحار بحرا واحدا سالت في جوف ذلك الثور فإذا وقعت في جوفه يبست 7 ( وإن تجهر بالقول) أي تعلن به (فإنه يعلم السر وأخفى) قال الحسن السر ما أسره الرجل إلى غيره وأخفى من ذلك ما أسر من نفسه وعن ابن عباس وسعيد بن جبير السر ما تسر في نفسك وأخفى من السر ما يلقيه الله عز وجل في قلبك من بعد ولا تعلم أنك ستحدث به نفسك لأنك تعلم ما تسر به اليوم وما تعلم ما تسر به غدا والله يعلم ما أسررت اليوم وما تسر به غدا قال ابن أبي طلحة عن ابن عباس السر ما أسر ابن آدم في نفسه والخفي ما خفي عليه مما هو فاعله قبل أن يعلمه وقال مجاهد السر العمل الذي تسره من الناس وأخفى الوسوسة وقيل السر هو العزيمة وأخفى ما يخطر ما يخطر على القلب ولم يعزم عليه وقال زيد بن أسلم يعلم السر وأخفى أي يعلم أسرار العباد وأخفى سره من عباده فلا يعلمه أحد ثم وحد نفسه فقال 8 (الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى) 9 (وهل أتاك حديث موسى) أي قد أتاك استفهام بمعنى التقرير 10 (إذ رأى نارا) وذلك أن موسى استأذن شعيبا في الرجوع من مدين إلى مصر لزيارة والدته وأخته فأذن له فخرج بأهله وماله وكانت أيام الشتاء وأخذ على غير الطريق مخافة من ملوك الشام وامرأته في سقمها لا تدري أليلا تضع أم نهارا فسار في البرية غير عارف بطرقها فألجأه المسير إلى جانب الطور الغربي الأيمن في ليلة مظلمة مثلجة شديدة البرد وأخذ امرأته الطلق فقدح زنده فلم يور وقيل إن موسى كان رجلا غيورا وكان يصحب الرفقة بالليل ويفارقهم بالنهار لئلا ترى امرأته فأخطأ مرة الطريق في ليلة مظلمة شاتية لما أراد الله عز
(٢١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 ... » »»