تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٢١٧
سورة طه من الآية 38 وحتى الآية 40 ما تقدم من قوله (رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري) 33 (كي نسبحك كثيرا) قال الكلبي نصلي لك كثيرا 34 (ونذكرك كثيرا) نحمدك ونثني عليك بما أوليتنا من نعمك 35 (إنك كنت بنا بصيرا) خبيرا عليما 36 (قال) الله تعالى (قد أوتيت) أعطيت (سوء لك) جميع ما سألته (يا موسى) 37 (ولقد مننا عليك) أنعمنا عليك (مرة أخرى) يعني قبل هذه المرة وهي 38 (إذ أوحينا إلى أمك) وحي إلهام (ما يوحى) ما يلهم ثم فسر ذلك الإلهام وعدد نعمه عليك فقال 39 (أن اقذفيه في التابوت) يعني الهمناها أن اجعليه في التابوت (فاقذفيه في اليم) يعني نهر النيل (فليلقه اليم بالساحل) يعني شاطىء النهر لفظه أمر ومعناه خبر ومجازه حتى يلقيه اليم بالساحل (يأخذه عدو لي وعدو له) يعني فرعون فاتخت تابوتا وجعلت فيه قطنا محلوجا ووضعت فيه موسى وقيرت رأسه وخصائصه يعني شقوقه ثم ألقته في النيل وكان يشرع منه نهر كبير في دار فرعون فبينما فرعون جالس على رأس البركة مع امرأته آسية إذ تابوت يجيء به الماء فأمر الغلمان والجواري بإخراجه فأخرجوه وفتحوا رأسه فإذا صبي من أصبح الناس وجها فلما رآه فرعون أحبه بحيث لم يتمالك فذلك قوله تعالى (وألقيت عليك محبة مني) قال ابن عباس أحبه وحببه إلى خلقه قال عكرمة ما رآه أحد إلا أحبه قال قتادة ملاحة كانت في عيني موسى ما رآه أحد إلا عشقه (ولتصنع على عيني) يعني لتربى بمرآي ومنظر مني قرأ أبو جعفر (ولتصنع) بالجزم 40 (إذ تمشي أختك) واسمها مريم متعرفة خبره (فتقول هل أدلكم على من يكفله) يعني على امرأة ترضعه وتضمه إليها وذلك أنه كان لا يقبل ثدي امرأة فلما قالت ذلك لهم أخته قالوا نعم فجاءت بالأم فقبل ثديها فذلك قوله تعالى (فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها) بلقائك (ولا تحزن) أي ليذهب عنها الحزن (وقتلت نفسا) قال ابن عباس رضي الله عنهما كان قتل قبطيا كافرا قال كعب الأحبا كان إذ ذاك ابن اثنتي
(٢١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 ... » »»