تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٢١١
سورة طه سوره طه من الآية 1 وحتى الآية 6 أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أبو منصور السمعاني أنا أبو جعفر الرياني أنا حميد بن زنجويه أنا ابن أبي أويس حدثني أبي عن أبي بكر الهزلي عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال \ أعطيت السورة التي ذكرت فيها البقرة من الذكر الأول وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى وأعطيت فواتح القرآن وخواتيم السور التي ذكرت فيها والبقرة من كنز تحت العرش وأعطيت المفصل نافلة \ 1 (طه) قرأ أبو عمرو بفتح الطاء وكسر الهاء وبكسرهما حمزة والكسائي وأبو بكر والباقون بفتحهما قيل هو قسم وقيل اسم من أسماء الله تعالى وقال مجاهد والحسن وعطاء والضحاك معناه يا رجل وقال قتادة هو يا رجل بالسريانية وقال الكلبي هو يا إنسان بلغة عك وقال مقاتل معناه طأ الأرض بقدميك يريد في التهجد وقال محمد بن كعب القرظي هو قسم أقسم الله عز وجل بطوله وهدايته قال سعيد بن جبير الطاء افتتاح اسمه طاهر والهاء افتتاح اسمه هاد قال الكلبي لما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي بمكة اجتهد في العبادة حتى كان يراوح بين قدميه في الصلاة لطول قيامه وكان يصلي الليل كله فأنزل الله هذه الآية وأمره أن يخفف على نفسه فقال 2 (ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى) وقيل لما رأى المشركون اجتهاده في العبادة قالوا ما أنزل عليك القرآن يا محمد إلا لشقائك فنزلت (ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى) أي لتتعنى وتتعب وأصل الشقاء في اللغة العناء 3 (إلا تذكرة لمن يخشى) أي لكن أنزلناه عظة لمن يخشى وقيل تقديره ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ما أنزلناه إلا تذكرة لمن يخشى 4 (تنزيلا) بدل من قوله تذكرة (ممن خلق الأرض) أي من الله الذي خلق الأرض (والسماوات العلى) يعني العالية الرفيعة وهي جمع العليا كقولهم كبرى وكبر وصغرى وصغر 5 (الرحمن على العرش استوى) 6 (له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما) يعني الهواء (وما تحت الثرى) والثرى هو
(٢١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 ... » »»