تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٢٢٧
سورة طه من الآية 81 وحتى الآية 86 فيه) قال ابن عباس لا تظلموا قال الكلبي لا تكفروا النعمة فتكونوا ظالمين طاغين وقيل لا تنفقوا في معصيتي وقيل لا تتقووا بنعمتي على معاصي وقيل لا تدخروا فادخروا فتدود (فيحل) قرأ الأعمش والكسائي فيحل بضم الحاء ومن يحلل بضم اللام يعني ينزل وقرأ الآخرون بكسرها يعني يجب (عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى) هلك وتردى في النار 82 (وإني لغفار لمن تاب قال ابن عباس تاب من الشرك (وآمن) ووحد الله وصدقه (وعمل صالحا) أدى الفرائض (ثم اهتدى) قال عطاء عن ابن عباس علم أن ذلك توفيق من الله وقال قتادة وسفيان الثوري يعني لزم الإسلام حتى مات عليه قال الشعبي ومقاتل والكلبي علم أن ذلك ثوابا وقال زيد بن أسلم تعلم العلم ليهتدي به كيف يعمل قال الضحاك استقام وقال سعيد بن جبير أقام على السنة والجماعة 83 (وما أعجلك) يعني وما حملك على العجلة (عن قومك) وذلك أن موسى اختار من قومه سبعين رجلا حتى يذهبوا معه إلى الجبل ليأخذوا التوراة فسار بهم ثم عجل موسى من بينهم شوقا إلى ربه عز وجل وخلف السبعين وأمرهم أن يتبعوه إلى الجبل فقال الله تعالى (وما أعجلك عن قومك يا موسى) 84 (قال) مجيبا لربه تعالى (هم أولاء على أثري) يعني هم بالقرب مني يأتون من بعدي (وعجلت إليك رب لترضى) لتزداد رضا 85 (قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك) أي ابتلينا الذين خلفتهم مع هارون وكانوا ستمائة ألف فافتنوا بالعجل غير اثني عشر ألفا من بعدك أي من بعد انطلاقك إلى الجبل (وأضلهم السامري) أي دعاهم وصرفهم إلى عبادة العجل وأضافه إلى السامري أنهم ضلوا بسببه 86 (فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا) حزينا (قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا) صدقا أنه يعطيكم التوراة (أفطال عليكم العهد) مدة مفارقتي إياكم (أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم) أي أردتم أن تفعلوا فلا يجب عليكم به الغضب من (ربكم فأخلفتم موعدي)
(٢٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 ... » »»