تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٢٢٠
سورة طه من الآية 49 وحتى الآية 56 49 (قال فمن ربكما يا موسى) من إلهكما الذي أرسلكما 50 (قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى) قال الحسن وقتادة أعطى كل شيء صلاحه وهداه لما يصلحه وقال مجاهد أعطى كل شيء صورته لم يجعل خلق الإنسان كخلق البهائم ولا خلق البهائم كخلق الإنسان ثم هداه إلى منافعه من المطعم والمشرب والمنكح وقال الضحاك أعطى كل شيء خلقه يعني اليد للبطش والرجل للمشي واللسان للنطق والعين للنظر والأذن للسمع وقال سعيد بن جبير أعطى كل شيء خلقه يعني زوج الإنسان المرأة والبعير الناقة والحمار الأتان والفرس الرمكة ثم هدى أي ألهمه كيف يأتي الذكر الأنثى 51 (قال) فرعون (فما بال القرون الأولى) ومعنى البال الحال أي ما حال القرون الماضية والأمم الخالية مثل قوم نوح وعاد وثمود فيما تدعونني إليه فإنها كانت تعبد الأوثان وتنكر البعث 52 (قال) موسى (علمها عند ربي) أي أعمالهم محفوظة عند الله يجازي بها وقيل إنما رد موسى علم ذلك إلى الله لأنه لم يعلم ذلك فإن التوراة أنزلت إليه بعد هلاك فرعون وقومه (في كتاب) يعني في اللوح المحفوظ (لا يضل ربي) أي لا يخطئ وقيل لا يغيب عنه شيء ولا يغيب عن شيء (ولا ينسى) ما كان من أمرهم حتى يجازيهم بأعمالهم وقيل لا ينسى أي لا يترك الانتقام فينتقم من الكفار ويجازي المؤمن 53 (الذي جعل لكم الأرض مهدا) قرأ أهل الكوفة (مهدا) ها هنا في الزخرف فيكون مصدرا أي فرشا وقرأ الآخرون (مهادا) كقوله تعالى (ألم نجعل الأرض مهادا) أي فراشا وهو اسم لما يفرش كالبساط اسم لما يبسط (وسلك لكم فيها سبلا) السلك إدخال الشيء في الشيء والمعنى ادخل في الأرض لأجلكم طرقا تسلكونها قال ابن عباس سلك لكم فيها طرقا تسلكونها (وأنزل من السماء ماء) يعني المطر ثم الأخبار عن موسى ثم أخبر الله عن نفسه بقوله (فأخرجنا به) بذلك الماء (أزواجا) أصنافا (من نبات شتى) مختلف الألوان والطعوم والمنافع من أبيض وأحمر وأخضر وأصفر فكل صنف منها زوج فمنها للناس ومنها للدواب 54 (كلوا وارعوا) أي وارتعوا (أنعامكم) تقول العرب رعيت الغنم فرعت أي أسيموا أنعامكم
(٢٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 ... » »»