تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٧٢
سورة النحل من الآية 51 وحتى الآية 57 ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون أطت السماء وحق لها أن تئط والذي نفسي بيده ما فيها موضع أربع أصابع إلا وفيها ملك يمجد الله ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا وما تلذذتم بالنساء على الفرشات ولصعدتم إلى الصعدات تجأرون \ قال أبو ذر يا ليتني كنت شجرة تعضد رواه أبو عيسى عن أحمد بن منيع عن أبي أحمد الزبيري عن إسرائيل وقال \ إلا وملك واضع جبهته ساجدا لله \ 51 قوله تعالى (وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد فإياي فارهبون) 52 (ولله ما في السماوات والأرض وله الدين) الطاعة والإخلاص (واصبا) دائما ثابتا معناه ليس من أحد يدان له ويطاع إلا انقطع ذلك عنه بزوال أو هلاك غير الله عز وجل فإن الطاعة تدوم له ولا تنقطع (أفغير الله تتقون) أي تخافون استفهام على طريق الإنكار 53 قوله تعالى (وما بكم من نعمة فمن الله) أيو ما يكن بكم من نعمة فمن الله (ثم إذا مسكم الضر) القحط والمرض (فإليه تجأرون) تضجون وتصيحون بالدعاء والاستغاثة 54 (ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون) 55 (ليكفروا) ليجحدوا (بما آتيناهم) وهذه اللام تسمى لام العاقبة أي حاصل أمرهم هو كفرهم بما آتيناهم أعطيناهم من النعماء وكشف الضراء والبلاء (فتمتعوا) أي عيشوا في الدنيا المدة التي ضربتها لكم (فسوف تعلمون) عاقبة أمركم هذا وعيد لهم 56 (ويجعلون لما لا يعلمون) له حقا أي الأصنام (نصيبا مما رزقناهم) من الأموال وهو ما جعلوا للأوثان من حروثهم وأنعامهم فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا ثم رجع من الخبر إلى الخطاب فقال (تالله لتسئلن) يوم القيامة (عما كنتم تفترون) في الدنيا
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»