تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٢٢٤
سورة طه من الآية 65 وحتى الآية 70 65 (قالوا) يعني السحرة (يا موسى إما أن تلقي) عصاك (وإما أن نكون أول من ألقى) عصينا 66 (قال) موسى (بل ألقوا) أنتم أولا (فإذا حبالهم) وفيه إضمار أي فألقوا فإذا حبالهم (وعصيهم) جمع العصا (يخيل إليه) قرأ ابن عامر ويعقوب تخيل بالتاء رد إلى الحبال والعصي وقرأ الآخرون بالياء ردوه إلى الكيد والسحر (من سحرهم أنها تسعى) حتى تظن أنها تسعى أي تمشي وذلك أنهم كانوا لطخوا حبالهم وعصيهم بالزئبق فلما أصابه حر الشمس انهمست واهتزت فظن موسى أنها تقصده وفي القصة أنهم لما ألقوا الحبال والعصي أخذوا أعين الناس فرأى موسى والقوم كأن الأرض امتلأت حيات وكانت قد أخذت ميلا من كل جانب ورأوا أنها تسعى 67 (فأوجس في نفسه خيفة موسى) أي وجد وقيل أضمر في نفسه خوفا واختلفوا في خوفه قيل خوف طبع البشرية وذلك أنه ظن أنها تقصده وقال مقاتل خاف على القوم أن يلتبس عليهم الأمر فيشكوا في أمره فلا يتبعونه 68 (قلنا) لموسى (لا تخف إنك أنت الأعلى) أي الغالب يعني لك الغلبة والظفر 69 (وألق ما في يمينك) يعني العصا (تلقف) تلتقم وتبتلع (ما صنعوا) قرأ ابن عامر تلقف برفع الفاء هاهنا وقرأ الآخرون بالجزم على جواب الأمر (إنما صنعوا) أي الذي صنعوا (كيد ساحر) أي حيلة سحر هكذا قرأ حمزة والكسائي بكسر السين بلا ألف وقرأ الآخرون (ساحر) لأن إضافة الكيد إلى الفاعل أولى من إضافته إلى الفعل وإن كان ذلك لا يمتنع في العربية (ولا يفلح الساحر حيث أتى) من الأرض قال ابن عباس لا يسعد حيث كان وقيل معناه حيث احتال 70 71 (فألقي السحرة سجدا قالوا آمنا برب هارون وموسى قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم) لرئيسكم ومعلمكم (الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل) يعني على جذوع النخل (ولتعلمن أينا أشد عذابا) يعني على إيمانكم به أنا أو رب موسى على ترك الإيمان به (وأبقى) يعني أدوم
(٢٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 ... » »»