سورة طه من الآية 71 وحتى الآية 75 72 (قالوا) يعني السحرة (لن نؤثرك) لن نختارك (على ما جاءنا من البينات) يعني الدلالات قال مقاتل يعني اليد البيضاء والعصا وقيل كان استدلالهم أنهم قالوا لو كان هذا سحرا فأين حبالنا وعصينا وقيل من البينات يعني من اليقين والعلم حكي عن القاسم بن أبي بزة أنه قال إنهم لما ألقوا سجدا ما رفعوا رؤوسهم حتى رأوا الجنة والنار ورأوا ثواب أهلها ورأوا منازلهم في الجنة فعند ذلك قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات (والذي فطرنا) يعني لن نؤثرك على الله الذي فطرنا وقيل هو قسم (فاقض ما أنت قاض) يعني فاصنع ما أنت صانع (إنما تقضي هذه الحياة الدنيا) يعني أمرك وسلطانك في الدنيا وسيزول عن قريب 73 (إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر) فإن قيل كيف قالوا هذا وقد جاؤوا مختارين يحلفون بعزة فرعون أن لهم الغلبة قيل روي عن الحسن أنه قال كان فرعون يكره قوما على تعلم السحر لكيلا يذهب أصله وقد كان أكرههم في الابتداء وقال مقاتل كانت السحرة اثنين وسبعين اثنان من القبط وسبعون من بني إسرائيل كان عدو الله فرعون أكره الذين هم من بني إسرائيل على تعلم السحر فذلك قوله (وما أكرهتنا عليه من السحر) وقال عبد العزيز بن أبان قالت السحرة لفرعون أرنا موسى إذا نام فأراهم موسى نائما وعصاه تحرسه فقالوا لفرعون إن هذا ليس بساحر إن الساحر إذا نام بطل سحره فأبى عليهم إلا أن يتعلموا فذلك قوله تعالى (وما أكرهتنا عليه من السحر) (والله خير وأبقى) قال محمد بن إسحاق خير منك ثوابا وأبقى عذابا وقال محمد بن كعب خير منك ثوابا أن أطيع وأبقى منك عذابا إن عصى وهذا جواب لقوله (ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى) 74 (إنه من يأت ربه مجرما) قيل هذا ابتداء كلام الله تعالى وقيل من تمام قول السحرة مجرما أي مشركا يعني من مات على الشرك (فإن له جهنم لا يموت فيها) فيستريح (ولا يحيى) حياة ينتفع بها 75 (ومن يأته) قرأ أبو عمرو ساكنة الهاء ويختلسها أبو جعفر وقالون ويعقوب وقرأ الآخرون بالإشباع (مؤمنا) أي من مات على الإيمان (قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى) أي الرفيعة والعلى جمع والعليا تأنيث الأعلى
(٢٢٥)