تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٢٢٣
(تزود مني بين أدناه ضربة دعته إلى هابي التراب عقيم) يريد بين أذنه وقال آخر (إن أباها وأباها قد بلغا في المجد غايتها) وقيل تقدير الآية أنه هذان فحذف الهاء وذهب جماعة إلى أن حرف أن هاهنا بمعنى نعم أي نعم هذان روي أن أعرابيا سأل ابن الزبير شيئا فحرمه فقال لعن الله ناقة حملتني إليك فقال ابن الزبير إن وصاحبها أي نعم وقال الشاعر (بكرت على عواذلي يلهمني وألومهنه) (ويقلن شيب قد علا ك وقد كبرت فقلت إنه) أي نعم (يريدان أن يخرجاكم من أرضكم) مصر (بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى) قال ابن عباس يعني بسراة قومكم وأشرافكم يقال هؤلاء طريقة قومهم أي أشرافهم والمثل تأنيث الأمثل وهو الأفضل حديث الشعبي عن علي قال يصرفان وجوه الناس إليهما قال قتادة طريقتهم المثلى كان بنو إسرائيل يومئذ أكثر القوم عددا وأموالا فقال عدو الله يريد أن يذهبا بهم لأنفسهم وقيل بطريقتكم المثلى أن بسنتكم ودينكم الذي أنتم عليه والمثلي نعت الطريق تقول العرب فلان على الطريقة المثلى يعني على الصراط المستقيم 64 (فأجمعوا كيدكم) قرأ أبو عمرو فأجمعوا بوصل الألف وفتح الميم من الجمع أي لا تدعوا أشياء من كيدكم إلا جئتم به بدليل قوله (فجمعته) بمعنى واحد والصحيح أن معناه العزم والإحكام أي اعزموا كلكم على كيده مجتمعين له لا تختلفوا فيختل أمركم (ثم ائتوا صفا) أي جميعا قاله مقاتل والكلبي وقال قوم أي مصطفين مجتمعين ليكون أشد لهيبتكم وقال أبو عبدة الصف المجتمع ويسمى المصلى صفا معناه ثم ائتوا المكان الموعد صفا (وقد أفلح اليوم من استعلى) أي فاز من غلب
(٢٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 ... » »»