تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٢١٠
سورة مريم من الآية 92 و حتى الآية 98 نهاية السورة والأرض والجبال وجميع الخلائق إلا الثقلين وكادت أن تزول وغضبت الملائكة واستعرت جهنم حين قالوا اتخذ الله ولدا ثم نفى الله عن نفسه الولد فقال 92 (وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا) أي ما يليق به اتخاذ الولد ولا يوصف به 93 (إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن) أي إلا آتيه يوم القيامة (عبدا) ذليلا خاضعا يعني الخلق كلهم عبيده 94 (لقد أحصاهم وعدهم عدا) أي عد أنفاسهم وأيامهم وآثارهم فلا يخفى عليه شيء 95 (وكلهم آتيه يوم القيامة فردا) وحيدا ليس معه من الدنيا شيء 96 (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا) أي محبة قال مجاهد يحبهم الله ويحببهم إلى عباده المؤمنين أنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد الدوادي أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن الصلت أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي أنا أبو مصعب عن مالك عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال \ إذا أحب الله العبد قال لجبرائيل قد أحببت فلانا فأحبه فيحبه جبرائيل ثم ينادي في أهل السماء إن الله عز وجل قد أحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض وإذا أبغض العبد \ قال مالك لا أحسبه إلا قال في البغض مثل ذلك قال هرم بن حيان ما أقبل عبد بقلبه إلى الله عز وجل إلا أقبل الله بقلوب أهل الإيمان إليه حتى يرزقه مودتهم 97 (فإنما يسرناه بلسانك) أي سهلنا القرآن بلسانك يا محمد (لتبشر به المتقين) يعني المؤمنين (وتنذر به قوما لدا) شدادا في الخصومة جمع الألد وقال الحسن صما عن الحق قال مجاهد الألد الظالم الذي لا يستقيم قال أبو عبيدة الألد الذي لا يقبل الحق ويدعي الباطل 98 (وكم أهلكنا قبلهم من قرن هل تحس) هل ترى وقيل هل تجد (منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا) أي صوتا والركز الصوت الحفي قال الحسن أي بادوا جميعا فلم يبق منهم عين ولا أثر
(٢١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 ... » »»