سورة طه من الآية 109 وحتى الآية 113 109 (يومئذ لا تنفع الشفاعة) يعني لا تنفع الشفاعة أحدا من الناس (إلا من أذن له الرحمن) يعني إلا من أذن الله له أن يشفع (ورضي له قولا) يعني ورضي قوله قال ابن عباس يعني قال لا إله إلا الله وهذا يدل على أنه لا يشفع غير المؤمن 110 (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم) الكناية راجعة إلى الذين يتبعون الداعي أي يعلم الله ما قدموا بين أيديهم وما خلفهم وما خلفوا من أمر الدنيا وقيل ما بين أيديهم من الآخرة وما خلفهم من الأعمال (ولا يحيطون به علما) قيل الكناية ترجع إلى ما أي هو يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم وهم لا يعلمونه وقيل الكناية راجعة إلى الله لأن عباده لا يحيطون به علما 111 (وعنت الوجوه للحي القيوم) أي ذلت وخضعت ومنه قيل للأسير عان وقال طلق بن حبيب هو السجود على الجبهة للحي القيوم (وقد خاب من حمل ظلما) قال ابن عباس خسر من أشرك بالله والظلم هو الشرك 112 (ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف) قرأ ابن كثير (فلا يخف) مجزوما على النهي جوابا لقوله تعالى (ومن يعمل) وقرأ الآخرون (فلا يخاف) مرفوعا على الخبر (ظلما ولا هضما) قال ابن عباس لا يخاف أن يزداد على سيئاته لا أن ينقص من حسناته وقال الحسن لا ينقص من ثواب حسناته ولا يحمل عليه ذنب مسيء وقال الضحاك لا يؤخذ بذنب لم يعمله وتبطل حسنة عملها وأصل الهضم النقص والكسر ومنه هضم الطعام 113 (وكذلك) أي كما بينا في هذه السورة (أنزلناه) يعني أنزلنا هذا الكتاب (قرآنا عربيا) لتعجل به يعني بلسان العرب (وصرفنا يعني بينا (فيه من الوعيد) أي صرفنا القول فيه بذكر الوعيد (لعلهم يتقون) أي يجتنبون الشرك (أو يحدث لهم ذكرا) أي يجدد لهم القرآن عبرة وعظة فيعتبروا ويتعظوا بذكر عتاب الله للأمم الخالية 114 (فتعالى الله الملك الحق) جل الله عن إلحاد الملحدين وعما يقوله المشركون (ولا تعجل بالقرآن) أراد النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا نزل عليه جبريل بالقرآن يبادر فيقرأ معه قبل أن يفرغ جبريل مما يريد من
(٢٣٢)