تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٢٠٧
عن عبيدة السلماني عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ إني لأعرف آخر أهل النار رجل يخرج منها زحفا فيقال له انطلق فادخل الجنة قال فيذهب ليدخل الجنة فيجد الناس قد أخذوا المنازل فيرجع فيقول يا رب قد أخذ الناس المنازل فيقال له أتذكر الزمان الذي كنت فيه فيقول نعم فيقال له تمن فيتمنى فيقال له إن لك الذي تمنيته وعشرة أضعاف الدنيا قال فيقول أتسخر بي وأنت الملك الجبار قال فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه \ أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي أنا أبو بكر أحمد بن حسين الحيري أنا حاجب بن أحمد الطوسي أنا محمد بن حماد أنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن أم مبشر عن حفصة أنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ إني لأرجو أن لا يدخل النار إن شاء الله أحد شهد بدرا والحديبية \ قالت قلت يا رسول الله أليس قد قال الله تعالى (وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا) قال ألفم تسمعيه يقول (ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا) 73 (وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات) واضحات (قال الذين كفروا) يعني النضر بن الحارث وذويه من قريش (للذين آمنوا) يعني فقراء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكانت فيهم قشافة وفي عيشهم خشونة وفي ثيابهم رثاثة وكان المشركون يرجلون شعارهم ويدهنون رؤوسهم ويلبسون ثيابهم فقالوا للمؤمنين (أي الفريقين خير مقاما) منزلا ومسكنا وهو موضع الإقامة وقرأ ابن كثير (مقاما) بضم الميم أي إقامة (وأحسن نديا) أي مجلسا ومثله النادي فأجابهم الله تعالى فقال 74 (وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا) أي متاعا وأموالا وقال مقاتل لباسا وثيابا (ورءيا) قرأ أكثر القراء بالهمز أي منظرا من الرؤية وقرأ ابن عامر وأبو جعفر ونافع غير ورش ريا مشددا بغير همز وله تفسيران أحدهما هو الأول بطرح الهمز والثاني من الري الذي هو ضد العطش ومعناه الارتواء من النعمة فإن المتنعم يظهر فيه ارتواء النعمة والفقير يظهر عليه ذيول الفقر 75 (قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا) هذا أمر بمعنى الخبر معناه يدعه في طغيانه ويمهله في كفره (حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب) وهو الأسر والقتل في الدنيا (وإما الساعة) يعني القيامة فيدخلون النار (فسيعلمون) عند ذلك (من هو شر مكانا) منزلا (وأضعف جندا) أقل ناصرا أهم أم المؤمنون لأنهم في النار والمؤمنون في الجنة وهذا رد عليهم في قوله (أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا) 76 (ويزيد الله الذين اهتدوا هدى) أي إيمانا وإيقانا على يقينهم (والباقيات الصالحات) الأذكار والأعمال الصالحة التي تبقى لصاحبها (خير عند ربك ثوابا وخير مردا) عاقبة ومرجعا 77 قوله (أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا) أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا عمر بن حفص أنا أبي أنا الأعمش بن مسلم عن مسروق حدثنا خباب قال كنت قينا فعملت للعاص بن وائل فاجتمع مالي عنده فأتيته أتقاضاه
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»