تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٤٢٣
سورة يوسف (31) غير المعجمة معناه ذهب الحب بها كل مذهب ومنه شغف الجبال وهو رؤوسها إنا لنراها في ضلال مبين أي خطأ ظاهر وقيل أنها تركت ما يكون على أمثالها من العفاف والستر فلما سمعت راعيل بمكرهن بقولهن وحديثهن قاله قتادة والسدي وقال ابن إسحاق إنما قلن ذلك مكرا بها لتريهن يوسف وكان وصف لهن حسنه وجماله وقيل إنها أفشت إليهن ذلك فلذلك سماه مكرا أرسلت إليهن قال وهب اتخذت مأدبة ودعت أربعين امرأ منهن هؤلاء اللاتي عيرنها وأعتدت أي أعدت لهن متكئا أي ما يتكأ عليه وقال ابن عباس وسعيد بن جبير والحسن وقتادة ومجاهد متكأ أي طعاما سماه متكأ لأن أهل الطعام إذا جلسوا يتكئون على الوسائد فسمى الطعام متكأ على الاستعارة يقال اتكأنا عند فلان أي طعمنا ويقال المتكأ ما اتكأت عليه للشارب أو الحديث أو الطعام ويقرأ في الشواذ متكأ بسكون التاء اختلفوا في معناه فقال ابن عباس هو الأترج وقد روى عن مجاهد مثله وقيل هو الأترج بالحبشة وقال الضحاك هو الربا ورد وقال عكرمة هو كل شئ يقطع بالسكين وقال أبو زيد الأنصاري كل ما يجز بالسكين فهو عند العرب متك والمتك والبتك بالميم والباء القطع فزينت المأدبة بألوان الفواكهة والأطعمة ووضعت الوسائد ودعت النسوة وآتت أعطت كل واحدة منهن سكينا فكن يا: لن اللحم حزا بالسكين وقالت ليوسف اخرج عليهن وذلك أنها كانت أجلسته في مكان آخر فخرج عليهن يوسف قال عكرمة كان فضل يوسف على سائر الناس في الحسن كفضل القمر ليلة البدر على سائر النجوم وروي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت ليل أسري بي إلى السماء يوسف كالقمر ليلة البدر قال إسحق بن أبي فروة كان يوسف إذا سار في أزقة مصر تلألأ وجهه على الجدران فلما رأينه أكبرنه أعظمنه قال أبو العالية ها لهن أمره وبهتن وقيل أكبرنه أي حضن لأجله من جماله ولا يصح وقطعن أي حززن بالسكاكين التي معهن أيديهن وهن يحسبن أنهن يقطعن الأترج ولم يجدن الألم لشغل قلوبهن بيوسف قال مجاهد فما أحسسن إلا بالدم وقال قتادة إنهن أبن أيديهن حتى ألقينها والأصح كان قطعا بلا إبانة وقال وهب ماتت جماعة منهن وقلن حاش لله ما هذا بشرا أي معاذ الله أن يكون هذا بشرا حاشا
(٤٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 418 419 420 421 422 423 424 425 426 427 428 ... » »»