تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٤٢٢
سورة يوسف (27 30) الحسن وعكرمة وقتادة ومجاهد لم يكن صبيا ولكنه كان رجلا حكيما ذا رأي قال السدي هو ابن عم راعيل فحكم فقال إن كان قميصه قد من قبل أي من قدام فصدقت وهو من الكاذبين وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين فلما رأى قطفير قميصه قد من دبر عرف خيانة امرأته وبراءة يوسف عليه السلام قال لها إنه أي إن هذا الصنيع من كيدكن إن كيدكن عظيم وقيل إن هذا من قول الشاهد ثم أقبل قطفير على يوسف فقال فقال يوسف أي يا يوسف أعرض عن هذا أي عن هذا الحديث فلا تذكره لأحد حتى لا يشيع وقيل معناه لا تكترث به فقد بان عذرك وبراءتك ثم قال لامرأته واستغفري لذنبك أي توبي إلى الله إنك كنت من الخاطئين من المذنبين وقيل إن هذا من قول الشاهد ليوسف ولراعيل وأراد بقوله واستغفري لذنبك أي سلي زوجك أن لا يعاقبك ويصفح عنك إنك كنت من الخاطئين من المذنبين حتى راودت شابا عن نفسه وخنت زوجك فلما استعصم كذبت عليه وإنما قال من الخاطئين ولم يقل من الخاطئات لأنه لم يقصد به الخبر عن النساء بل قصد به الخبر عمن يفعل ذلك تقديره من القوم الخاطئين كقوله تعالى وكانت من القانتين بيانه قوله تعالى إنها كانت من قوم كافرين قوله عو وجل وقال نسوة في المدينة الآية يقول شاع أمر يوسف والمرأ في المدينة مدينة مصر وقيل مدينة عين الشمس وتحدثت النساء بذلك وقلن وهن خمس نسوة امرأة حاجب الملك وامرأة صاحب الدواب وامرأة الخباز وامرأة الساقي وامرأ صاحب السجن قاله مقاتل وقيل هن نسوة من أشراف مصر امرأة العزيز تراود فتاها أي عبدها الكنعاني عن نفسه أي تطلب من عبدها الفاحشة قد أشغفها حبا أي علقها حبا قال الكلبي حجب حبه قلبها حتى لا تعقل سواه وقيل أحبته حتى دخلها حب شغاف قلبها أي داخل قلبها قال السدي الشغاف جلدة رقيقة على القلب يقول دخل الحب الجلد حتى أصاب القلب وقرأ الشعبي والأعرج شغفها بالعين
(٤٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 417 418 419 420 421 422 423 424 425 426 427 ... » »»