تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٤٢٨
سورة يوسف (43) فأنساه الشيطان ذكر ربه قيل أنسى الشيطان الساقي ذكر يوسف للملك تقديره فأنساه الشيطان ذكره لربه وقال ابن عباس وعليه الأكثرون أنسى الشيطان يوسف ذكر ربه حين ابتغى الفرج من غيره واستعان بمخلوق وتلك غفلة عرضت ليوسف من الشيطان فلبث فمكث في السجن بضع سنين واختلفوا في معنى البضع فقال مجاهد ما بين الثلاث إلى السبع وقال قتادة ما بين الثلاث إلى التسع وقال ابن عباس ما دون العشرة وأكثر المفسرين على أن البضع في هذه الآية سبع سنين وكان قد لبت قبله خمس سنين فجملته اثنتا عشرة سنة وقال وهب أصاب أيوب البلاء سبع سنين وترك يوسف في السجن سبع سنين وعذب بختنصر فحول في السباع سبع سنين قال مالك بن دينار لما قال يوسف للساقي اذكرني عند ربك قيل له يا يوسف اتخذت من دوني وكيلا لأطيلن حبسك فبكى يوسف وقال يا رب أنسي قلبي كثرة البلوى فقلت كلمة ولن أعود وقال الحسن دخل جبريل على يوسف في السجن فلما رآه يوسف عرفه فقال له يا أخي المنذرين مالي أراك بين الخاطئين فقال له جبريل يا طاهر الطاهرين يقرأ عليك السلام رب العالمين ويقول لك أما استحييت مني أن استشفعت بالآدميين فوعزتي وجلالي لألبثنك في السجن بضع سنين فقال يوسف وهو في ذلك عني راض قال نعم قال إذا لا أبالي وقال كعب قال جبريل ليوسف إ الله تعالى يقول من خلقك قال عز وجل قال فمن حببك إلى أبيك قال الله قال فمن نجاك من كرب البئر قال الله قال فمن علمك تأويل الرؤيا قال الله قال فمن صرف عنك السوء والفحشاء قال الله قال فكيف استشفعت بآدمي مثلك فلما انقضت سبع سنين قال الكلبي وهذا السبع سوى الخمسة التي كانت قبل ذلك ودنا فرج يوسف رأى ملك مصر الأكبر رؤيا عجيبة هالته وذلك أنه رأى سبع بقرات سمان خرجت من البحر ثم خرج عقبهن سبع بقرات عجاف في غاية الهزال فابتلعت العجاف السمان فدخلن في بطونهن ولم يرى منهن شيئا ولم يتبين على العجاف منها شئ ثم رأى سبع سنبلات خضر قد انعقد حبها وسبعا أخرى يابسات قد استحصدت فالتوت اليابسات على الخضر حتى غلبن عليها ولم بيق من خضرتها شئ فجمع السحرة والكهنة والحادة والمعبرين وقص عليهم رؤياه فذلك قوله تعالى وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأ ر يابسات فقال لهم يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون
(٤٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 423 424 425 426 427 428 429 430 431 432 433 ... » »»