سورة يوسف (25 26) فقال يوسف أتستحين مما لا يسمع ولا يبصر ولا يفقه فأنا أحق أن أستحي من ربي وهرب قوله عز وجل لولا أن رأى برهان ربه جواب لولا محذوف تقديره لولا أن رأى برهان ربه لواقع المعصية كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء فالسوء الإثم وقيل السوء القبيح والفحشاء الونا إنه من عبادنا المخلصين قرأ أهل المدينة والكوفة المخلصين بفتح اللام حيث كان إذا لم يكن بعده ذكر الدين زاد الكوفيون مخلصا في سورة مريم عليها السلام ففتحوا ومعنى المخلصين المختارين للنبوة دليله إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار وقرأ الآخرون بكسر اللام أي المخلصين لله الطاعة والعبادة واستبقا الباب وذلك أن يوسف لما رأى البرهان قام مبادرا إلى باب البيت هاربا وتبعته المرأة لتمسك الباب حتى لا يخرج يوسف فسبق يوسف وأدركته المرأة فتعلقت بقميصه خلفه فجذبته إليها حتى لا يخرج وقدت قميصه أي فسقته من دبر أي من خلف فلما خرجا لقيا العزيز وهو قوله (وألفيا سيدها لدى الباب) وجدا زوج المرأة قطفير عند الباب جالسا مع ابن عم لراعيل فلما رأته هابته وقالت سابقة بالقول لزوجها ما جزاء من أراد بأهلك سوأ يعني الزنا ثم خافت عليه أن يقتله فقالت إلا أن يسجن أي يحبس أ عذاب أليم أي ضرب بالسياط فلما سمع يوسف مقالتها قال هي راودتني عن نفسي يعني طلبت مني الفاحشة فأبيت وفررت منها وقيل ما كان يريد يوسف أن يذكرها فلما قالت المرأة ما جزاء من أراد بأهلك سوءا ذكره فقالت هي راودتني عن نفسي وشهد شاهد وحكم حاكم من أهلها اختلفوا في ذلك الشاهد فقال سعيد بن جبير والضحاك كان صبيا في المهد أنطقه الله عز وجل وهو رواية العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال تكلم في المهد أربعة وهم صغار ابن ماشطة ابنة فرعون وشاهد يوسف وصاحب جريج وعيسى ابن مريم عليه السلام وقيل كان ذلك الصبي ابن خال المرأة وقال
(٤٢١)