سورة يوسف (32 35) الله بإثبات الألف في الحرفين قرأهما أبو عمرو في الوصل على الأصل وقرأ الآخرون بحذف الألف في الحرفين لكثرة دورها على ا لألسن واتباع الكذب وقوله ما هذا بشرا نصب بنزع حرف الصفة أي ببشر إن هذا أي ما هذا إلا ملك من الملائكة كريم على الله قالت يعني راعيل فذلكن الذي لمتني فيه أي في حبه ثم صرحت بما فعلت فقالت ولقد راودته عن نفسه فاستعصم أي امتنع وإنما صرحت به لأنها علمت أن لا ملامة عليها منهن وقد أصابهن ما أصابها من رؤيته فقلن له أطع مولاتك فقالت راعيل ولئن لم يفعل ما آمره ولئن لم يطاوعني فما دعوته إليه ليسجنن أي ليعاقبن بالحبس وليكونا من الصاغرين من الأذلاء ونون التوكيد تثقل وتخفف والوقف على قوله ليسجنن بالنون لأنها مشددة وعلى قوله وليكونا بالألف لأنها مخففة وهي شبهة نون الإعراب في الأسماء كقوله رأيت رجلا وإذا وقفت رأيت رجلا بالألف ومثله لنسعفا بالناصية فاختار يوسف عليه السلام السجن على المعصية حين توعدته المرأة قال رب أي يا رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه قيل كان الدعاء منها خاصة ولكنه أضاف إليهن خروجا من التصريح إلى التعريض وقيل إنهن جميعا دعونه إلى أنفسهن قرأ يعقوب وحده بفتح السين وقرأ الآخرون بكسرها واتفقوا على كسر السين في قوله دخل معه السجن وقيل لو لم يقل السجن أحب إلي لم يبتل بالسجن والأولى بالمرء أن يسأل الله العافية قوله تعالى وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأتابعهن يقال صبا فلان إلى كذا يصبوا صبوا وصبوا إذا مال واشتاق إليه وأكن من الجاهلين فيه دليل على أن المؤمن إذا ارتكب ذنبا يرتكبه عن جهالة فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم السميع لدعائه العليم بمكرهن ثم بدا لهم يعني للعزيز وأصحابه في الرأي وذلك أ هم أرادوا أن يقتصروا من أمر يوسف على الأمر
(٤٢٤)