تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٤٢٧
سورة يوسف (39 42) من فضل الله علينا وعلى الناس ما بين لهم من الهدى ولكن أكثر الناس لا يشكرون ثم دعاهما إلى الإسلام فقال يا صاحبي السجن جعلهما صاحبي السجن لكونهما فيه كما يقال لسكان الجنة أصحاب ولسكان النار أصحاب النار أأرباب متفرقون أي آلهة شتى هذا من ذهب وهذا من فضة وهذا من حديد وهذا أعلى وهذا أوسط وهذا أدنى متباينون لا تضر ولا تنفع خير أم الله الواحد القهار الذي لا ثاني له القهار الغالب على الكل ثم بين عجز الأصنام فقال فقال ما تعبدون من دونه أي من دون الله وإنما ذكر بلفظ الجمع وقد ابتدأ الخطاب للاثنين لأنه أراد جميع أهل السجن وكل من هو على مثل حالهما من أهل الشرك إلا أسماء سميتموها آلهة وأربابا خالية عن المعنى لا حقيقة لتلك الأسماء أنتم وآباؤكم ما أنزل الله من سلطان حجة وبرهان إن الحكم ما القضاء والأمر والنهي إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم أي المستقيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون ثم فسر رؤياهما فقال فقال يا صاحبي السجن أما أحدكما وهو صاحب الشراب فيسقي ربه يعني الملك خمرا والعناقيد الثلاثة أيام يبقى في السجن ثم يدعوه الملك بعد الثلاثة أيام ويرد إلى منزلته التي كان عليها وأما الآخر يعني صاحب الطعام فيدعوه الملك بعد ثلاثة أيام والسلال الثلاث الثلاثة أيام يبقى في السجن ثم يخرجه فيأمر به فيصلب فتأكل الطير من رأسه قال ابن مسعود لما سمعا قول يوسف قالا ما رأينا شيئا إنما منا نلعب قال يوسف قضي الأمر الذي فيه تستفيان أي فرغ من الأمر الذي عنه تسألان ووجب حكم الله عليكما الذي أخبرتكما به رأيتما أو لم تريا وقال يعني يوسف عند ذلك للذي ظن علم أ ه ناج منهما وهو الساقي اذكرني عند ربك يعني سيد الملك وقل له إن في السجن غلاما محبوسا ظلما طال حبسه
(٤٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 422 423 424 425 426 427 428 429 430 431 432 ... » »»