سورة يوسف (49 52) ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس أي يمطرون من الغيث وهو المطر وقيل ينقذون من قول العرب استغثت فلانا فأغاثني وفيه يعصرون قرأ حمزة والكسائي تعصرون بالتاء لأن الكلام كله على الخطاب وقرأ الآخرون بالياء ردا إلى الناس ومعناه يعصرون العنب خمرا والزيتون زيتا والسمسم دهنا وأراد به كثرة النعيم والخير وقال أبو عبيدة يعصرون أي ينجون من الكروب والجدب والعصر والعصرة النجا والملجا وقال الملك ائتوني به وذلك أن الساقي لما رجع إلى الملك وأخبره بما أفتاه به يوسف من تأويل رؤياه وعرف الملك أن الذي قاله كائن قال ائتوني به فلما جاءه الرسول وقال له أجب الملك أبى أن يخرج مع الرسول حتى تظهر براءته ثم قال للرسول ارجع إلى ربك يعني سيدك الملك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهم ولم يصرح ب 1 كر امرأة العزيز أدبا واحتواما قال النبي صلى الله عليه وسلم لو لبثت في السجن طول ما بث يوسف لأجبت الداعي إن ربي بكيدهن عليم أي إن الله بصنيعهن عالم وإنما أراد يوسف بذكرهن بعد طول المدة حتى لا ينظر إليه الملك بعين التهمة والخيانة ويصير إليه بعد زوال الشك عن أمره فرجع الرسول إلى الملك من عند يوسف برسالته فدعا الملك النسوة وامرأة العزيز قال لهن ما خطبكن ما شأنكن وأمركن إذ راودتن يوسف عن نفسه خاطبهن والمراد امرأة العزيز وقيل إن امرأة العزيز راودته عن نفسه وسائر النسوة أمرته بطاعتها فلذلك خاطبهن جميعا قلن حاش لله معاذ لله ما علمنا عليه من سوء خيانة قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق ظهر وتبين وقيل إن النسوة أقبلن على امرأة العزيز فقررنها فأقرت وقيل خافت أن يشهدن عليها فأقرت وقالت أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين في قوله هي راودتني عن نفسي فلما سمع ذلك يوسف قال ذلك أي ذلك الذي فعلت من ردي رسول الملك إليه ليعلم العزيز إني لم أخنه
(٤٣٠)