تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٤٢٩
سورة يوسف (44 48) قالوا أضغاث أحلام أخلاط أحلام مشتبهة أهاويل واحدها ضغث وأصله الحزمة من أنواع الحشيش والأحلام جمع الحلم وهو الرؤيا والفعل منه حلمت أحلم بفتح اللام في الماضي وضمها في الغابر حلما وحلما مثقلا ومخففا وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين وقال الذي نجا من القتل منهما من الفتيين وهو الساقي وادكر أي تذكر قول يوسف اذكروني عند ربك بعد أمة أي بعد حين وهو سبع سنين أنا أنبئكم بتأويله وذلك أن الغلام جثا بين يدي الملك وقال إن في السجن رجلا يعبر الرؤيا فأرسلون وفيه اختصار تقديره فأرسلني أبها الملك إليه فأرسله فأتى السجن قال ابن عباس ولم يكن السجن في المدينة فقال يوسف يعني يا يوسف أنه الصديق والصديق الكثير الصدق أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات فإن الملك رأى هذه الرؤيا لعلي أرجع إلى الناس أهل مصر لعلهم يعملون تأويل الرؤيا وقيل لعلهم يعلمون منزلتك في العلم فقال لهم يوسف معبرا ومعلما أما البقرات السمان والسنبلات الخضر فسبع سنين مخاصيب والبقرات العجاف والسنبلات فالسنون المجدبة فذلك قوله تعالى إخبارا عن يوسف قال تزرعون سبع سنين دأبا هذا خبر بمعنى الأمر يعني ازرعوا سبع سنين على عادتكم في الزراعة والدأب العادة وقيل بجد واجتهاد وقرأ عاصم برواية حفص دأبا بفتح الهمزة وهما لغتان يقال دأبت في الأمر أدأب دأبا ودأبا إذا اجتهد فيه فما حصدتم فذروه في سنبله أمرهم يترك الحنطة في السنبلة لتكون أبقى على الزمان ولا تفسد إلا قليلا مما اكلون أي تدرسون قليلا للأكل أمرهم بحفظ الأكثر والأكل بقدر الحاجة ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد سمى السنين المجدبة شدادا لشدتها على الناس يأكلن أي يفنين ويهلكن ما قدمتم لهن أي يؤكلهن فيهن ما أعددتم لهن من الطعام أضاف الأكل إلى السنين على طريق التوسع إلا قليلا مما تحصنون تحرزون وتدخرون للبذر
(٤٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 424 425 426 427 428 429 430 431 432 433 434 ... » »»