سورة يوسف (59 62) أبينا لأنه أخو الذي هلك من أمه فأبونا يتسلى به فقال: فمن يعلم أن الذي تقولون حق وصدق قالوا أيها الملك إنا ببلاد لا يعرفنا فيها أحد من أهلها فقال لهم يوسف: فأتوني بأخيكم الذي من أبيكم ان كنتم صادقين وأنا أرضى بذلك قالوا: فإ أبانا يحزن على فراقه وسنراود عنه أباه قال: فدعوا بعضكم عندي رهينة حتى تأتوني بأخيكم الذي من أبيكم فاقترعوا بينهم فأصابت القرعة شمعون وكان أحستهم رأبا في يوسف فخلفوه عنده. فذلك قوله عز وجل: ولما جهزهم بجهازهم أي: حمل لكل واحد بعيرا بعدتهم قال ائتوني بأخ لكم من أبيكم يعني ينيامين ألا ترون أوفي الكيل. أي: أتمه ولا أبخس الناس شيئا فأزيدكم حمل بعير لأجل أخيكم وأكرم منزلتكم وأحسن إليكم وأنا خير المنزلين قال مجاهد: أي خير المضيفين. وكان أحسن ضيافتهم. فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي أي: ليس لكم عندي أكيله ولا تقربون أي: لا تقربوا داري وبلادي بعد ذلك وهو جزم على النهي. قالوا سنراود عنه أباه أي: نطلبه سأله أن يرسله معنا وإنا لفاعلون ما أمرتنا به. وقال لفتيانه قرأ حمزة والكسائي وحفص: لفتيانه بالألف والنون وقرأ الباقون: لفتيته بالتاء من غير ألف يريد لغلمانه وهما لغتان مثل الصبيان والصبية اجعلوا بضاعتهم ثمن طعامهم وكانت بدراهم. وقال الضحاك عن ابن عباس: كانت النعال والأدم. وقيل: كانت ثمانية جرب من سويق المقل. والأ ل أصح في رحالهم أوعيتهم وهي جمع رحل لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا انصرفوا إلى أ هلهم لعلهم يرجعون واختلفوا في السبب الذي فعله يوسف من أجله قال: أراد أن يريهم كرمه في رد البضاعة وتقديم الضمان في البر والإحسان ليكون أدعى لهم إلى العود لعلهم يعرفونها أي كرامتهم علينا. وقيل: رأى لؤما أخذ الطعام من أبيه وإخوته مع حاجتهم إليه فرده عليهم من حيث لا يعلمون تكرما. وقال الكلبي: تخوف أن لا يكون عند أبيه من الورق ما يرجعون به مرة أخرى. وقيل: فعل ذلك لأنه علم أ ديانتهم تحملهم على رد البضاعة نفيا للغلط ولا يستحلون إمساكها.
(٤٣٥)