سورة يوسف (56 57) من ذهب مكلل بالدر والياقوت وضرب عليه حلة من إستبرق وطول السرير ثلاثون ذراعا وعرضه عشرة أذرع عليه ثلاثون فراشا وستون مفرمة ثم أمر أن يخرج فخرج متوجا كالثلج ووجهه كالقمر يرى الناظر وجهه في صفاء لون وجهه فانطلق حتى جلس على السرير ودانت له الملوك ودخل الملك بيته وفوض إليه أمر مصر وعزل قطفير عما كان عليه وحعل يوسف مكانه قال ابن إسحاق وقال ابن زيد وكان لملك مصر خزائن كثيرة فسلم سلطانه كله إليه وجعل أمره وقضاءه نافذا قالوا ثم إن قطفير هلك في تلك الليالي فزوج الملك ليوسف راعيل امرأة قطفير فلما دخل عليها قال أليس هذا خيرا مما كنت تريدين مني فقالت أيها الصديق لا تلمني فإني كنت امرأ حسناء ناعمة كما ترى في ملك ودنيا وكان صاحبي لا يأتي النساء وكنت كما جعلك الله في حسنك وجمالك وهيئتك فغلبتني نفسي وقويت على شهوتي ولم أتمالك عقلي في محبتي فيك فقرب منها يوسف فوجدها عذراء فأصابها فولدت له ولدين أفراثيم بن يوسف وميشا بن يوسف واستوثق ليوسف ملك مصر فأقام فيهم العدل وأحبه الرجال والنساء فذلك قوله تعالى وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يعني أرض مصر ملكناه يتبوأ أي ينزل أي منها حيث يشاء أي ينزل أي منها حيث يشاء ويصنع فيها ما يشاء قرأ ابن كثير وحده نشاء بالنون ردا على قوله مكنا وقرأ الآخرون بالياء ردا على قوله يتبوأ نصيب برحتنا أي بنعمتنا من نشاء لا نضيع أجر المحسنين قال ابن عباس ووهب يعني الصابرين قال مجاهد وغيره فلم يزل يوسف عليه السلام يدعو الملك إلى السم ويتلطف به حتى أسلم الملك وكثير من الناس فهذا في أمر الدنيا ولأجر الآخرة ثواب الآخرة خير للذين آمنوا وكانوا يتقون فلما اطمأن يوسف في ملكه دبر في جمع الطعام بأحسن التدبير وبنى الحصون والبيوت الكثيرة وجمع فيها الطعام السنين المجدبة وأنفق بالمعروف حتى خلت السنون والمخصبة ودخلت السنون المجدبة بهول لم يعهد الناس بمثله وروي أنه كان قد دبر في طعام الملك وحاشيته كل يوم مرة واحدة نصف النهار فلما دخلت سنة القحط كان أول من أخذه الجوع هو الملك في نصف الليل فنادى يا يوسف الجوع فقال يوسف هذا أوان القحط ففي السنة الأولى من سنين الجدب هلك كل شئ أعدوه في السنين المخصبة فجعل أهل مصر
(٤٣٣)