تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٤٠٣
سورة هود (109 111) السعادة وسعدوا أسعد بمعنى واحد وقرأ الآخرون بفتح السين قياسا على شقوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك قال الضحاك إلا ما مكثوا في النار حتى أدخلوا الجنة قال قتادة الله أعلم بثنياه عطاء غيلا مجذوذ أي غير مقطوع قال ابن زيد أخرنا الله تعالى بالذي يشاء لأهل الجنة فقال عطاء غير مجذوذ لم يخبرنا بالذي يشاء لأهل النار عن ابن مسعود رضي الله عنه قال ليأتين على جهنم زمان ليس فيها أحد وذلك بعدما يلبثون فيها أحقابا وعن أبي هريرة رضي الله عنه مثله ومعناه عند أهل السنة إن ثبت أن لا يبقى فيها أحد من أهل الإيمان وأما مواضع الكفار فممتلئة أبدا فلا تك في مرية في شك مما يعبد هؤلاء أنهم ضلال ما يعبدون إلا كما يعبد فيه إضمار أي كما كان يعبد آباؤهم من قبل وإنا لموفوهم نصيبهم حظهم من الجزاء غير منقوص ولقد آتينا موسى الكتاب التوراة فاختلف فيه فمن مصدق به ومكذب كما فعل قومك بالقرآن يعزي نبيه صلى الله عليه وسلم ولولا كلمة سبقت من ربك في تأخير العذاب عنهم لقضي بينهم أي لعذبوا في الحال وفرغ من عذابهم وإهلاكهك وإنهم لفي شك منه مريب موقع في الريبة والتهمة وإن كلا قرأ ابن كثير ونافع وأبو بكر وإن كلا ساكنة النون على تخفيف إن الثقيلة والباقون بتشديدها لما مشدد هنا وفي يس والطارق ابن عامر وعاصم وحمزة وافق أبو جعفر ههنا وفي الطارق وفي الزخرف بالتشديد عاصم وحمزة والباقون بالتخفيف فمن شدد قال الأصل فيه وإن كلا لمن ما فوصلت من الجارة بما فانقلبت النون ميما للإدغام فاجتمعت ثلاث ميمات فحذفت إحداهن فبقيت لما بالتشديد وما ههنا بمعنى من هو اسم لجماعة من الناس كما قال تعالى فانكحوا ما طاب لكم أي من طاب لكم والمعنى وإن كلا لمن حجماعة ليوفينهم ومن قرأ بالتخفيف قال ما صلة زيدت بين اللامين ليفصل بينهما كراهة اجتماعهما والمعنى وإن كلا ليوفينهم وقيل ما بمعنى من تقدير لمن ليوفينهم واللم في لما لام
(٤٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 398 399 400 401 402 403 404 405 406 407 408 ... » »»