سورة هود (107 108) الصوت الشديد والشهيق الصوت الضعيف وقال الضحاك ومقاتل الزفير أول نهيق الحمار والشهيق آخره إذا ردده في جوفه وقال أبو العالية الزفير في الحلق والشهيق في الصدر خالدين فيها لا بثين مقيمين فيها ما دامت السماوات والأرض قال الضحاك ما دامت سماوات الحنة والنار وأرضها وكلما علاك وأظلك فهو سماء وكلما استقرت عليه قدمك فهو أرض وقال أهل المعاني هذا عبارة عن التأييد على عادة العرب يقولون لا آتيك ما دامت السماوات والأرض ولا يكون كذا ما اختلف الليل والنهار يعنون أبدا قوله إلا ما شاء ربك اختلفوا في هذين الاستثنائين فقال بعضهم الاستثناء في أهل الشقاء يرجع إلى قوم من المؤمنين يدخلهم الله النار سعداء استثناهم الله من جملة الأشقياء وهذا كما أخبرنا عبد الواحد بن أحمد بن عبد الله النعيمي أنبأنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا حفص بم عمر ثنا هشام عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليبصيبن أقواما سفع من النار بذنوب أصابوها عقوبة ثم يدخلها الله الجنة بفضل رحمته فيقال لهم الجهنميون وأخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي قال أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أخبرنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أما مسدد أخبرنا يحيء عن الحسن بن ذكوان أنبأنا أو رجاء حدثني عمران بن حصين رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم يخرج قوم من النار بشفاعة محمد فيدخلون الجنة ويسمون الجهنميين وأما الاستثناء في أهل السعادة فيرجع إلى مدة لبثهم في النار قبل دخول الجنة وقيل إلى ما شاء ربك من الفريقين من تعميرهم في الدنيا واحتباسهم في البرزخ ما بين الموت والبعث قبل مصيرهم إلى الجنة أ النار يعني هم خالدون في الجنة أو النار لا هذا المقدار وقيل معنى إلا ما شاء ربك سوى ما شاء ربك معناه فالدين فيها ما دامت السماوات والأرض سوى ما شاء الله من الزيادة على قدر بقاء السماوات والأرض وذلك هو الخلود فيها كما تقول لفلان علي ألف إلا الألفين أي سوى الألفين اللتين تقدمتا وقيل إلا بمعنى الواو أي وقد شاء ربك خلود هؤلاء في النار وهؤلاء في الجنة كقوله لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا أي ولا الذين ظلموا وقيل معناه ولو شاء ربك لأخرجهم منها ولكنه لا يشاء لأنه حكم له بالخلود وقال الفراء هذا استثناء استثناه الله ولا يفعله كقولك والله لا ضربنك إلا أن أرى غير ذلك وعزيمتك أن تضربه إن ربك فعلا لما يريد وأما الذين سعدوا قرأ حمزة والكسائي وحفص سعدوا يضم السين وكسر العين أي رزقوا
(٤٠٢)