سورة يوسف (16 18) واحد منهم استغاث بالآخر فضربه الآخر فجعل لا يرى منهم رحيما فضربوه حتى كادوا يقتلونه وهو يصيح يا أبتاه لو تعلم ما يصنع بابنك بنو الإماء فلما كادوا أن يقتلوه قال لهم يهوذا أليس قد أعطيتموني موثقا أ لا تقتلوه فانطلقوا به إلى الجب ليطرحوه فيه وكان ابن اثنتي عشرة سنة وقيل ثمانية عشرة سنة فجاؤوا به إلى بئر على غير الطريق واسعة الأسفل ضيقة الرأس قال مقاتل على ثلاثا \ ة فراسخ من منزل يعقوب عليه السلام قال كعب بين مدين ومصر وقال وهب بأرض الأردن وقال قتادة هي بئر بيت المقدس فجعلوا يدلونه في البئر فيتعلق بشفير البئر فربطوا يديه ونزعوا قميصه فقال يا اخوتاه ردوا علي القميص أتوارى به في الجب فقالوا أدع الشمس والقمر والكواكب تواريك قال إني لم أر شيئا فألقوه فيها وقيل جعلوه في دلو وأرسلوه فيها حتى بلغ نصفها القوة إرادة أن يموت فكان في البئر ماء فسقط فيه ثم أوى إلى صخرة فيها فقام عليها وقيل إنهم لما ألقوه فيها جعل يبكي فنادوه فظن أن رحمة أدركتهم فأجابهم فأرادوا أن يرضخوه بصخرة فيقتلوه فمنعهم يهوذا وكان يهوذا يأتيه بالطعام وبقي فيها ثلاث ليال وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا والأكثرون على أن الله تعالى أوحى إليه بهذا وبعث جبريل عليه السلام يؤنسه ويبشره بالخروج ويخبره أنه ينبئهم بما فعلوه ويجازيهم عليه وهم لا يشعرون وقال ابن عباس رضي الله عنهما ثم إنهم ذبحوا أسخلة وجعلوا دمها على قميص يوسف عليه السلام وجاؤا أباهم عشاء يبكون قال أهل المعاني جاؤوا في ظلمة العشاء ليكونوا أجرأ على الاعتذار بالكذب وروي أن يعقوب عليه السلام سمع صياحهم وعويلهم فخرج وقال ما لكم يا بني هل أصابكم في غنمكم شئ قالوا لا قال فما أصابكم وأين يوسف قالوا يا أبانا إنا ذهبنا تستبق أي نترامى وننتضل وقال السدي نشتد على أقدامنا وتركنا يوسف عند متاعنا أي عند ثيابنا وأقمشتنا فأكله الذئب وما أنت بمؤمن لنا بمصدق لنا ولو منا وإن كنا صادقين فإ قيل كيف قالوا ليغقوب أ ت لا تصدق الصادق قيل معناه إ ك تتهمنا في هذا الأمر لأنك خفتنا عليه في الابتداء واتهمتنا في حقه وقيل معناه لا تصدقنا لأ ه لا دليل على صدقنا وإ كنا صادقين عند الله وجاؤا على قميصه بدم كذب أي بدم كذب لأ ه لم يكن دم يوسف وقيل بدم مكذوب فيه
(٤١٤)