تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٤٠٧
سورة هود (120 123) الباطل مختلفون وأهل الحق متفقون فخلق الله أهل الحق للاتفاق وأهل الباطل للاختلاف وتمت كلمة ربك وتم حكم ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك معناه وكا الذي تحتاج إليه من أنباء الرسل أي من أخبارهم وأخبار أممهم نقصها عليك لنثبت به فؤادك لنزيدك يقينا ونقوي قلبك وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا سمعها كان في ذلك تقوية لقلبه على الصبر لأذى قومه وجاءك في هذه الحق قال الحسن وقتادة في هذه الدنيا وقال غيرهما في هذه السورة وهذا قول الأكثرين خص هذه السورة تشريفا وإن كان قد جاءه الحق في جميع السور وموعظة أي وجاءتك موعظة وذكر للمؤمنين وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم أمر تهديد ووعيد إنا عاملون وانتظروا ما يحل بنا من رحمة الله إنا منتظرون ما يحل بكم من نقمة الله ولله غيب السماوات والأرض أي ما غاب عن العباد فيهما وإليه يرجع الأمر كله في المعاد قرأ نافع وحفص يرجع بضم الياء وفتح الجيم أي يرد وقرأ الآخرون بفتح الياء وكسر الجيم أي يعود الأمر كله حتى لا يكون للخلق أمر فاعبده وتوكل عليه وثق به وما ربك بغافل عنا تعملون قرأ أهل المدينة والشام وحفص ويعقوب تعملون بالتاء ههنا وفي آخر سورة النمل وقرأ الآخرون بالياء فيهما قال كعب خاتمة التوراة خاتمة سورة هود أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الصمد الجوزجاني أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي أنبأنا أبو سعيد الهيثم بن كليب حدثنا أبو عيسى الترمذي ثنا أبو كريب محمد بن العلاء ثنا معاوية بن هشام عن شيبان عن أبي إسحاق عن عكرنة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أبو بكر رضي الله عنه يا رسول الله قد شبت فقال صلى الله عليه وسلم شيبني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت ويروى شيبتني هود وأخواتها من المفصل
(٤٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 402 403 404 405 406 407 408 409 410 411 412 ... » »»