تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٤٠٦
سورة هود (116 119) عليها فإن لله لا يضيع أجر المحسنين في أعمالهم وقال ابن عباس رضي الله عنهما يعني المصلين قوله عز وجل فلولا فهلا كان من القرون التي أهلكناهم من قبلكم الآية للتوبيخ أ لو بقية أي أولو تمييز وقيل أ لو طاعة وقيل أ لو خير يقال فلان ذو بقية إذا كان فيه خير معناه فهلا كان من القرون من قبلكم من فيه خير ينهى عن الفساد في الأرض وقيل معناه أولو بقية من خير يقال فلان على بقية من الخير إذا كان على خصلة محمودة ينهون عن الفساد في الأرض أي يقومون بالنهي عن الفساد ومعناه حجدا أي لم يكن فيهم أولو بقية إلا قليلا هذا استثناء منقطع معناه لكن قليلا ممن أنجينا منهم وهم أتباع الأنبياء كانوا ينهون عن الفساد في الأرض واتبع الذين ظلموا ما أترفوا نعموا فيه والمترف المنعم وقال مقاتل بن حيان خولا وقال الفراء عودوا من النعيم واللذات وإيثار الدنيا أي واتبع الذين ظلموا ما عودوا من النعيم واللذات وإيثار الدنيا على الآخرة وكانوا مجرمين كافرين وما كان ربك ليهلك القرى بظلم أي لا يهلكهم بشركهم وأهلها مصلحون فيما بينهم يتعاطون الأنصاف ولا يظلم بعضهم بعضا وإنما يهلكهم إذا تظالموا وقيل لا يهلكهم بظلم منه وهم مصلحون في أعمالهم ولمن يهلكهم بكفرهم روكوبهم السيئات قوله عز وجل ولو شاء ربك لجعل الناس كلهم أمة واحدة على دين واحد ولا يزالون مختلفين على أديان شتى من بين يه دي ونصراني ومجوسي ومشترك إلا منرحم ربك معناه لكن من رحم ربك فهداهم إلى الحق فهم لا يختلفون ولذلك خلقهم قال الحسن وعطاء وللاختلاف خلقهم وقال أشهب سألت مالكا عن هذه الآية فقال خلقهم ليكون فريق في الجنة وفريق في السعير وقال أبو عبيدة الذي أختاره فقول من قال خلق فريقا لرحمته وفريقا لعذابه وقال ابن عباس ومجاهد وقتادة والضحاك وللرحمة خلقهم يعني الذين رحمهم وقال الفراء خلق أهل الرحمة للرحمة وأهل الاختلاف للاختلاف ومحصول الآية أن أهل
(٤٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 401 402 403 404 405 406 407 408 409 410 411 ... » »»