تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٣٩٢
سورة هود (آية 68 71) (كأن لم يغنوا فيها) يقيموا ويكونوا (ألا إن ثمودا كفروا ربهم ألا بعدا لثمود) قرأ حمزة وحفص ويعقوب: (ثمود) غير منون وكذلك في سورة الفرقان والعنكبوت والنجم وافق أبو بكر في النجم وقرأ الباقون بالتنوين وقرأ الكسائي: (لثمود) بخفض الدال والتنوين والباقون بنصب الدال فمن جره فلأنه اسم مذكر ومن لم يجره جعله اسما للقبيلة. قوله تعالى: (ولقد جاءت رسلنا وإبراهيم بالبشرى) أراد بالرسل الملائكة عليهم السلام. واختلفوا في عددهم فقال ابن عباس وعطاء: كانوا ثلاثة جبريل وميكائيل وإسرافيل. وقال الضحاك: كانوا تسعة وقال مقاتل: كانوا إثنى عشر ملكا. وقال محمد بن كعب: كان جبريل ومعه سبعة. وقال السدي: كانوا أحد عشر م ل كا على صورة الغلمان الوضاء وجوههم بالبشرى والبشارة بإسحاق ويعقوب. وقيل: بإهلاك قوم لوط. (قالوا سلاما) أي: سلموا سلاما (قال) إبراهيم (سلام) أي: عليكم سلام: وقيل: هو رفع على الحكاية كقوله تعالى: (وقولوا حطة) وقرأ حمزة والكسائي (سلم) ههنا وفي سورة الذاريات بكسر السين بلا ألف. فيل: هو بمعنى السلام. كما يقال: حل وحلال وحرم وحرام. وقيل: هو بمعنى الصلح أي: نحن سلم أي صلح لكم غير حرب. (فما لبث أن جاء بعجل حينئذ) والحنيذ والمحنوذو هو المشوي على الحجارة في خذ من الأرض وكان سمينا يسيل دسما كما قال في موضع آخر: (فجاء بعجل سمين): قال قتادة: كان عامة مال إبراهيم البقر. (فلما رأى أيديهم لا تصل إليه) أي: إلى العجل (نكرهم) أنكرهم (وأوجس) أضمر (منهم خيفة) خوفا. قال مقاتل: وقع في قلبه وأوصل الوجوس: الدخول كان الخوفدخل قلبه. وقال قتادة: وذلك أنهم كانوا إذا نزل بهم ضيف فلم يأكل من طعامهم ظنوا أنه لم يأت بخير وإنما جاء بشر. (قالوا لا تخف) يا إبراهيم (إن ا) ملائكة الله (أ رس ل ن ا إلى قوم لوط). (وامرأة ه) سارة بنت هاران بن أحور وهي ابنة هم إبراهيم. (قائمة) من وراء الستر تسمع كلامهم. وقيل: كانت قائمة تخدم الرسل وإبراهيم جالس معهم. (ف ض ح ك ت) قال مجاهد وعكرمة: ضحكت أي: حاضت في الوقت تقول العرب: ضحكت الأرنب أي: حاضت والأكثرون على أن المراد منه الضحك والمعروف. واختلفوا في سبب ضحكها فقيل: ضحكت لزوال الخوف عنها وعن
(٣٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 ... » »»