تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٣٧٦
سورة هود (13 15) فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك يعني سب الآلهة وضائق به صدرك أي فعلك يضيق صدرك أن يقولوا أي لأن يقولوا لولا أنزل عليه كنز ينفقه أو جاء معه ملك يصدقه قاله عبد الله بن أمية المخزومي قال الله تعالى إنما أنت نذير ليس عليك إلا البلاغ والله على كل شيء وكيل حافظ أم يقولون افتراه بل يقولون اختلفه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات فإن قيل قد قال في سورة يونس فأتوا بسورة مثله وقد عجزوا عنه فكيف قال فأتوا بعشر سور فهو كرجل يقول لآخر أعطني جرهما فيعجز فيقول أعطني جرهما فيعجز فيقول أعطني عشرة دراهم الجواب قد قيل سورة هود نزلت أولا وأنكر المبرد هاذ وقال ل نزلت سورة يونس أولا قال معنى قوله فس سورة يونس فأتوا بسورة مثله أي مثله في الخبر عن الغيب الأحكام والوعد والوعيد فعجزوا فقال هلم في سورة هود إن عجزتم عن الإتيان بسورة مثله في الأخبار والأحكام والوعد والوعيد فأتوا بعشر سورة مثله من غير خبر ولا وعد ولا عيد وإنما هي مجرد البلاغة وادعوا من استطعتم واستعينوا بمن استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين فإن لم يستجيبوا لكم يا أصحاب محمد وقيل لفظه جمع والمارد به الرسول صلى الله عليه وسلم وحده فاعلموا قيل هذا خطاب مع المؤمنين وقيل مع المشركين أنما أنزل بعلم الله يعني القرآن وقيل أنزله وفيه علمه وأن لا إله إلا هو أي فاعلموا أن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون لفظه استفهام ومعناه أمر أي أسلموا قوله تعالى من كان يريد الحياة الدنيا أي من كان يريد بعلمه الحياة الدنيا وزينتها نزلت في كل من عمل عملا يريد به غير الله عز وجل نوف إليهم أعملهم نفيها أي نوف لهم أجور أعمالهم في الدنيا بسعة الرزق دفع المكاره وما أشبهها وهم فيها لا يبخسون أي في الدنيا لا ينقص حظهم
(٣٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 371 372 373 374 375 376 377 378 379 380 381 ... » »»