سورة يونس (99 101) وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نودي إنا لم نجعل يونس لك قوتا إنما جعلنا بطنك له حرزا ومسجدا وروي أنه قام قبل القرعة فقال أنا العبد العاصي والآبق قالوا من أنت قال أنا يونس بن متى فعرفوه فقالوا لا نلقيك يا رسول الله ولكن نسهم فخرجت القرعة عليه فألقى نفسه في الماء قال ابن مسعود رضي الله عنه ابتلعه الحوت فأهوى به إلى قرار الأرض السابعة وكان في بطنه أربعين ليلة فسمع تسبيح الحصى فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فأجاب الله له فأمر الحوت فنبذه على ساحل البحر وهو كالفرخ الممعط فأنبت الله عليه شجرة من يقطين وهو الدباء فجعل يستظل تحتها ووكل به وعلة يشرب من لبنها فيبست الشجرة فبكى عليها فأوحى الله إليه تبكي على شجرة يبست ولا تبكي على مائة ألف أو يزيدون وأرت أن أهلكهم فخرج يونس فإذا هو بغلام يرعى فقال من أنت يا غلام قال من قوم يونس قال إذا رجعت إليهم فأخبرهم إني لقيت يونس فقال الغلام قد تعلم أنه إن لم تكن لي بينة قتلت قال يونس عليه السالم تشهد لك هذه البقعة وهذه الشجرة فقال له الغلام فمرهما فقال يونس إذا جاءكما هذا الغلام فاشهدا له قالتا نعم فرجع الغلام فقال للملك إني لقيت يونس فأمر الملك بقتله فقال إن لي بينة فأرسلوا معه فأتى البقعة والشجرة فقال أنشدكما هل أشهدكما يونس قالتا نعم فرجع القوم مذعورين وقالوا للملك شهد له الشجرة والأرض فأخذ الملك بيد الغلام وأجلسه في مجلسه وقال أنت أحق بهذا المكان مني فأقام لهم أمرهم ذلك الغلام أربعين سنة قوله تعالى ولو شاء ربك يا محمد لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين هذه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم وذلك أنه كان حريصا على أن يؤمن جميع الناس فأخبره الله دل ذكره أنه لا يؤمن إلا من سبق له السعادة ولا يضل إلا من سبق له من الله الشقاوة وما كان لنفس وما ينبغي لنفس وقيل ما كنت نفس أن تؤمن إلا بإذن الله قال ابن عباس بأمر الله وقال عطاء بمشيئة الله وقيل بعلم الله ويجعل الرجس قرأ أبو بكر ونجعل بالنون والباقون بالياء أي ويجعل الله الرجس أي العذاب وهو الرجز على الذين لا يعقلون عن الله أمره ونهيه قل انظروا أي قل للمشركين الذين يسألونك الآيات انظروا ماذا في السماوات والأرض من الآيات والدلائل والعبر ففي السماوات الشمس والقمر والنجوم وغيرها وفي الأرض
(٣٧٠)