سورة هود (8 12) ليبلوكم ليختبركم وهو أعلم أيكم أحسن عملا عمل بطاعة الله وأورع عن محارم الله تعالى ولئن قلت يا محمد إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفلوا إن هذا إلا سحر مبين يعنون القرآن وقرأ حمزة والكسائي ساحر يعنون محمدا صلى الله عليه وسلم ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة إلى أجل محدود وأصل الأمة الجماعة فكأنه قال أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة إلى أجل محدود وأصل الأمة الجماعة فكأنه قال إلى انقراض أمة ومجئ أمه أخرى ليقولن ما يحبسه أي أي شيء يحبسه يقولونه استعجالا للعذاب واستهزاء يعنون أنه ليس بشيء قال الله تعالى ألا يوم يأتيهم يعني العذاب ليس مصروفا عنهم لا يكون مصروفا عنهم وحاق بهم نزل بهم ما كانوا به يستهزؤن أي وبال استهزائهم قوله تعالى ولئن أذقنا الإنسان منا رحمنة نعمة وسعة ثم نزعناها منه أي سلبناه منه إنه ليؤس قنوط في الشدة كفور النعمة ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته بعد بلاء أصابه ليقولن ذهب السيئات عني زالت الشدائد عني إنه لفرح فخور أشر بطر والفرح لذة في القلب بنيل المشتهي والفخر هو التطاول على الناس بتعديد المناقب وذلك منهي عنه إلا الذين صبروا قال الفراء هذا استثناء منقطع معناه لكن الذين صبروا وعملوا الصالحات فإنهم إن نالتهم شدة صبرا وإن نالو نعمة شكروا أولئك لهم مغفرة لذنوبهم وأجر كبير وهو الجنة فلعلك يا محمد تراك بعض ما يوحى إليك فلا تبلغه إياهم وذلك أن كفار مكة لما قالوا ائت بقرآن غير هذا ليس فيه سب آلهتنا هم النبي صلى الله عليه وسلم أن يدع آلهتهم ظاهرا فأنزل الله تعالى
(٣٧٥)