تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٣٢٠
سورة التوبة (94 98) 94 (يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم) يروى أن المنافقين الذين تخلفوا عن غزوة تبوك كانوا بضعة وثمانين نفرا فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم جاؤوا يعتذرون بالباطل قال الله تعالى (قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم) لن نصدقكم (قد نيأنا الله من أخباركم) فيما سلف (وسيرى الله عملكم ورسوله) في المستأنف أتتوبون من نفاقكم أم تقيمون عليه (ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون) 95 (سيحلفون بالله إذا انقلبتم إليهم) إذا انصرفتم إليهم من غزوكم (لتعرضوا عنهم) لتصفحوا عنهم ولا تؤنبوهم (فأعرضوا عنهم) فدعوهم وما اختاروا لأنفسهم من النفاق (إنهم رجس) نجس أي إن عملهم قبيح (ومأواهم) في الآخرة (جهنم جزاء بما كانوا يكسبون) قال ابن عباس نزلت في جد بن قيس ومعتب بن قشير وأصحابهما وكانوا ثمانين رجلا من المنافقين فقال النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة لا تجالسوهم ولا تكلموهم وقال مقاتل نزلت في عبد الله بن أبي حلف للنبي صلى الله عليه وسلم بالله الذي لا إله إلا هو لا يتخلف عنه بعدها وطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يرضى عنه فأنزل الله عز وجل هذه الآية 96 (يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين) 97 (الأعراب) أي أهل البدو (أشد كفرا ونفاقا) من أهل الحضر (وأجدر) أي أخلق وأحرى (ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله) وذلك لبعدهم عن سماع القرآن ومعرفة السنن (والله عليم) بما في قلوب خلقه (حكيم) فيما فرض من فرائضه 98 (ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرما) قال عطاء لا يرجون على إعطائه ثوابا ولا يخافون على إمساكه عقابا إنما ينفق خوفا ورياء والمغرم التزام ما لا يلزم (ويتربص)
(٣٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 ... » »»