تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٣١٥
سورة التوبة (80 82) وستين ألف درهم وتصدق يومئذ عاصم بن عدي العجلاني بمائة وسق من تمر وجاء أبو عقيل الأنصاري واسمه الحبحاب بصاع من تمر وقال يا رسول الله بت ليلتي أجر بالجرير الماء حتى نلت صاعين من تمر فأمسكت أحدهما لأهلي وأتيتك بالآخر فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينثره في الصدقة فلمزهم المنافقون وقالوا ما أعطى عبد الرحمن وعاصم إلا رياء وإن كان الله ورسوله لغنيان عن صاع أبي عقيل ولكنه أراد أن يذكر فيمن أعطى الصدقة فأنزل الله عز وجل (الذين يلمزون) أي يعيبون (المطوعين من المؤمنين في الصدقات) يعني عبد الرحمن بن عوف وعاصما (والذين لا يجدون إلا جهدهم) أي طاقتهم يعني أبا عقيل والجهد الطاقة بالضم لغة قريش وأهل الحجاز وقرأ الأعرج بالفتح قال القتيبي الجهد بالضم الطاقة وبالفتح المشقة (فيسخرون منهم) يستهزؤون منهم (سخر الله منهم) أي جازاهم الله على السخرية (ولهم عذاب أليم) 80 (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم) لفظ أمر معناه الخبر تقديره استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم (إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم) وذكر السبعين في العدد للمبالغة في اليأس على طمع المغفرة قال الضحاك لما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله قد رخص لي فسأزيدن على السبعين لعل الله أن يغفر لهم فأنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم (سواء استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم) (ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله والله لا يهدي القوم الفاسقين) 81 (فرح المخلفون) عن غزوة تبوك والمخلف المتروك (بمقعدهم) أي بقعودهم (خلاف رسول الله) قال أبو عبيدة أي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل مخالفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين سار وأقاموا (وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا في الحر) وكانت غزوة تبوك في شدة الحر (قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون) يعلمون وكذلك هو في مصحف عبد الله بن مسعود 82 (فليضحكوا قليلا) في الدنيا (وليبكوا كثيرا) في الآخرة تقديره فليضحكوا قليلا وسيبكون كثيرا (جزاء بما كانوا يكسبون) أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي أنبأنا السيد أبو
(٣١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 ... » »»