سورة التوبة (101) الأقوال فيقول أول من أسلم من الرجال أبو بكر رضي الله عنه ومن النساء خديجة ومن الصبيان علي ابن أبي طالب رضي الله عنه ومن العبيد زيد بن حارثة قال ابن إسحاق فلما أسلم أبو بكر رضي الله عنه أظهر إسلامه ودعا إلى الله وإلى رسوله وكان رجلا محببا سهلا وكان انسب قريش وأعلمها بما كان فيها وكان تاجرا ذا خلق ومعروف وكان رجال قومه يأتونه ويألفوته لغير واحد من الأمر لعلمه وحسن مجالسته فجعل يدعو إلى الإسلام من وثق به من قومه فأسلم على يديه فيما بلغني عثمان بن عفان والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله فجاء بهم إلى رسول صلى الله عليه وسلم حين أسلموا وصلوا فكان هؤلاء الثمانية نفر الذين سبقوا إلى الإسلام ثم تتابع الناس في الدخول في الإسلام أما السابقون من الأنصار فهم الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة وكانوا ستة في العقبة الأولى وسبعين في الثاني والذين آمنوا حين قدم عليهم أبو زرارة مصعب بن عمير يعلمهم القرآن فأسلم معه خلق كثير وجماعة من النساء والصبيان قوله عز وجل (والسابقون الأولون من المهاجرين) الذين هاجروا قومهم وعشيرتهم وفارقوا أوطانهم (والأنصار) أي ومن الأنصار وهم الذين نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أعدائه من أهل المدينة وآووا أصحابه (والذين اتبعوهم بإحسان) قيل بقية المهاجرين والأنصار سوى السابقين الأولين وقيل هم الذين سلكوا سبيلهم في الإيمان والهجرة أو النصرة إلى يوم القيامة وقال عطاء هم الذين يذكرون المهاجرين والأنصار بالترحم والدعاء وقال أبو صخر حميد بن زيادة أتيت محمد بن كعب القرظي فقلت له ما قولك في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة محسنهم ومسيئهم فقلت من أين تقول هذا فقال اقرأ قول الله تعالى (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار) إلى أن قال (رضي الله عنهم ورضوا عنه) وقال (والذين اتبعوهم بإحسان) شرط في التابعين شريطة وهي أن يتبعوهم في أفعالهم الحسنة دون السيئة قال أبو صخر فكأني لم أقرأ هذه الآية قط وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه ثم جمعهم الله عز وجل في الثواب فقال (رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار) قرأ ابن كثير (من تحتها الأنهار) وكذلك هو في مصاحف أهل مكة (خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم) 101 قوله تعالى (وممن حولكم من الأعراب منافقون) وهم من مزينة وجهينة وأشجع وأسلم وغفار كانت
(٣٢٢)