تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٣٣١
التوبة (114) المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم أنا على ملة عبد المطلب وأبى أن يقول لا إله إلا الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك فأنزل الله تعالى ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعدما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم وأنزل في أبي طالب إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنبأنا عبد الغافر بن محمد أنبأنا محمد بن عيسى ثنا إبراهيم بن محمد بن محمد بن سفيان ثنا مسلم بن الحجاج حدثني محمد بن حاتم بن ميمون ثنا يحيى بن سعيد ثنا يزيد بن كيسان حدثني أبو حازم الأشجعي عن أبي هريرة قال قال رسول الله لعمه أبي طالب قل لا إله إلا الله أشهد لك بها يوم القيامة فقال لولا أن تعيرني قريش فيقولون إنما حمله على ذلك الجزع لأقررت بها عينك فأنزل الله عز وجل إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا عبد الله بن يوسف حدثني الليث عن يزيد بن الهاد عن عبد الله بن خباب عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وذكر عنده عمه أبو طالب فقال لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه وقال أبو هريرة وبريدة لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة أتى قبر أمه آمنه فوقف عليه حتى حميت الشمس رجاء أن يؤذن له فيستغفر لها فنزلت ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين الآية أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر ثنا عبد الغافر بن محمد ثنا محمد بن عيسى الجلودي ثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ثنا مسلم بن الحجاج ثنا أبو بكر بن أبي شيبة أنبأنا محمد بن عبيد عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله فقال استأذنت ربي عز وجل في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي فزوروا القبور فإنها تذكر الموت قال قتادة قال النبي صلى الله عليه وسلم لأستغفرن لأبي كما استغفر إبراهيم لأبيه فأنزل الله تعالى هذه الآية ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لما أنزل الله عز وجل خبرا عن إبراهيم عليه السلام قال لأبيه سلام عليك سأستغفر لك ربي سمعت رجلا يستغفر لوالديه وهما مشركان فقلت له تستغفر لهما وهما مشركان فقال أو لم يستغفر إبراهيم لأبيه فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فأنزل الله عز وجل قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم إلى قوله إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك قوله تعالى وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه قال بعضهم الهاء في إياه عائدة إلى إبراهيم عليه السلام والوعد كان من أبيه وذلك أن أباه كان وعده أن يسلم فقال له إبراهيم
(٣٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 336 ... » »»