تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٣٢٥
سورة التوبة (104 106) بصدقة قال اللهم صل عليهم فأتاه أبي بصدقته فقال اللهم صل على آل أبي أوفى وقال ابن كيسان ليس هذا في صدقة الفرض إنما هو لصدقة كفارة اليمين وقال عكرمة هي صدقة الفرض فلما نزلت توبة هؤلاء قال الذين لم يتوبوا من المتخلفين هؤلاء كانوا معنا بالأمس لا يكالمون ولا يجالسون فما لهم وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رجع إلى المدينة نهى المؤمنين عن مكالمة المنافقين ومجالستهم 104 (ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات) أي يقبلها (وأن الله هو التواب الرحيم) أخبرنا عبد الوهاب بن محمد الخطيب أنا عبد العزيز بن أحمد الخلال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم أنبأنا الربيع بن سليمان أنبأنا الشافعي أنبأنا سفيان بن عيينة عن ابن عجلان عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة قال سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول والذي نفسي بيده ما من عبد يتصدق بصدقة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا طيبا ولا يصعد إلى السماء إلا طيب إلا كأنما يضعها في يد الرحمن عز وجل فيربيها له كما يربي أحدكم فلوه حتى أن اللقمة لتأتي يوم القيامة وإنها لمثل الجبل العظيم ثم قرأ (إن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات) 105 قوله تعالى (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون) قال مجاهد هذا وعيد لهم قيل رؤية للنبي صلى الله عليه وسلم بإعلام الله تعالى إياه ورؤية المؤمنين بإيقاع المحبة في قلوبهم لأهل الصلاح والبغضة لأهل الفساد 106 قوله تعالى (وآخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم واللهعليم حكيم) قرأ أهل المدينة والكوفة غير أبي بكر (مرجون) بغير همز والآخرون بالهمز والإرجاء التأخير مرجون مؤخرون لأمر الله لحكم الله عز وجل فيهم وهم الثلاثة الذين تأتي قصتهم من بعد كعب بن مالك وهلال بن أمية ومرارة بن الربيع لم يبالغوا في التوبة والاعتذار كما فعل أبو لبابة وأصحابه فوقفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسين ليلة ونهى الناس عن مكالمتهم ومخالطتهم حتى شقهم القلق وضاقت عليهم الأرض بما رحبت وكانوا من أهل بدر فجعل أناس يقولون هلكوا وآخرون يقولون
(٣٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 ... » »»