سورة التوبة (99 100) وينتظر (بكم الدوائر) يعني صروف الزمان التي تأتي مرة بالخير ومرة بالشر وقال يمان بن رباب يعني ينقلب الزمان عليكم فيموت الرسول ويظهر المشركون (عليهم دائرة السوء) عليهم يدور البلاء والحزن ولا يرون في محمد ودينه إلا ما يكرهون وما يسوءهم وقرأ ابن كثير وأبو عمرو (دائرة السوء) ههنا وفي سورة الفتح بضم السين معناه الضر والبلاء والمكروه وقرأ الآخرون بفتح السين على المصدر وقيل بالفتح الردة والفساد وبالضم الضر والمكروه (والله سميع عليم) نزلت في أعراب أسد وغطفان وتميم ثم استثنى فقال 99 (ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر) قال مجاهد هم بنو مقرن من مزينة وقال الكلبي أسلم وغفار وجهينة أخبرنا أبو سعيد أحمد بن عبد الله الظاهري أنبأنا جدي عبد الصمد بن عبد الرحمن البزار أنا أبو بكر محمد بن زكريا العذافري أنبأنا إسحاق بن إبراهيم الديري أنبأنا عبد الرزاق ثنا معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلم وغفار وشئ من جهينة ومزينة خير عند الله يوم القيامة من تميم وأسد بن خزيمة وهوازن وغطفان (ويتخذ ما ينفق قربات عند الله) القربات جمع القربة أي يطلب القربة إلى الله تعالى (وصلوات الرسول) أي دعاءه واستغفاره قال عطاء يرغبون في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم (ألا إنها قربة لهم) قرأ نافع برواية ورش قربة بضم الراء والباقون بسكونها (سيدخلهم الله في رحمته) في جنته (إن الله غفور رحيم) 100 (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار) رفع عطفا على قوله (والسابقون) واختلفوا في السابقين قال سعيد بن المسيب وقتادة وابن سيرين وجماعة هم الذين صلوا إلى القبلتين وقال عطاء بن أبي رباح هم أهل بدر وقال الشعبي هم الذين شهدوا بيعة الرضوان وكانت بيعة الرضوان بالحديبية واختلفوا في أول من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم بعد امرأته خديجة مع اتفاقهم على أنها أول من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم أول من آمن وصلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو قول جابر وبه قال مجاهد وابن إسحاق أسلم وهو ابن عشر سنين وقال بعضهم أول من أسلم زيد بن حارثة وهو قول الزهري وعروة بن الزبير وكان إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يجمع بين هذه
(٣٢١)