سورة التوبة (91 93) تكلفوا عذرا بالباطل وهم الذين عناهم الله تعالى بقوله (وجاء المعذرون) وقوم تخلفوا عن غير تكلف عذر فقعدوا جرأة على الله تعالى وهم المنافقون فأوعدهم الله بقوله (سيصيب الذين كفروا منهم عذاب أليم) ثم ذكر أهل العذر 91 فقال جل ذكره (ليسعلى الضعفاء) قال ابن عباس يعني الزمنى والمشايخ والعجزة وقيل هم الصبيان وقيل النسوان (ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون) يعني الفقراء (حرج) مأثم وقيل ضيق في القعود عن الغزو (إذا نصحوا لله ورسوله) في مغيبهم وأخلصوا الإيمان والعمل لله وبايعوا الرسول (ما على المحسنين من سبيل) أي من طريق بالعقوبة (والله غفور رحيم) قال قتادة نزلت في زيد بن عمر وأصحابه وقال الضحاك نزلت في عبد الله بن أم مكتوم وكان ضرير البصر 92 قوله تعالى (ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم) معناه أنه لا سبيل على الأولين ولا على هؤلاء الذين أتوك وهم سبعة نفر سموا البكائين معقل بن يسار وصخر بن خنساء وعبد الله بن كعب الأنصاري وعبلة بن زيد الأنصاري وسالم بن عمير وثعلبة بن غنمة وعبد الله بن مغفل المزني أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله إن الله قد ندبنا إلى الخروج معك فاحملنا واختلفوا في قوله (لتحملهم) قال ابن عباس سألوه أن يحملهم على الدواب وقيل سألوه أن يحملهم على الخفاف المرفوعة والنعال المخصوفة ليغزوا معه فأجابهم النبي صلى الله عليه وسلم كما اخبر الله عنه في قوله تعالى (قلت لا أجد ما أحملكم هليه تولوا) وهم يبكون فذلك قوله تعالى (تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا أن لا يجدوا ما ينفقون) 93 (إنما السبيل) بالعقوبة (على الذين يستأذنونك) في التخلف (وهم أغنياء رضوا بأن يكونوا مع الخوالف) مع النساء والصبيان (وطبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون)
(٣١٩)