تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٣٢٤
سورة التوبة (103) التائبين فروي عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال كانوا عشرة منهم أبو لبابة وروى عطية عنه أنهم كانوا خمسة أحدهم أبو لبابة وقال سعيد بن جبير وزيد بن أسلم كانوا ثمانية وقال الضحاك وقتادة كانوا سبعة وقالوا جميعا أحدهم أبو لبابة وقال قوم نزلت في أبي لبابة خاصة واختلفوا في ذنبه قال مجاهد نزلت في أبي لبابة حين قال لقريظة إن نزلتم على حكمه فهو الذبح وأشار إلى حلقه وقال الزهري نزلت في تخلفه عن غزوة تبوك فربط نفسه بسارية وقال والله لا أحل نفسي ولا أذوق طعاما ولا شرابا حتى أموت أو يتوب الله علي فمكث سبعة أيام لا يذوق طعاما ولا شرابا حتى خر مغشيا عليه فأنزل الله تعالى هذه الآية فقيل له قد تيب عليك فقال والله لا أحل نفسي حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي يحلني فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فحله بيده ثم قال أبو لبابة يا رسول الله إن من توبتي أن أهجر دار قومي التي أصبت فيها الذنب وأن أنخلع من مالي كله صدقة إلى الله وإلى رسوله قال يجزيك يا أبا لبابة الثلث قالوا جميعا فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلث أموالهم وترك الثلثين لأن الله تعالى قال (خذ من أموالهم) ولم يقل خذ أموالهم قال الحسن وقتادة هؤلاء سوى الثلاثة الذين خلفوا 103 قوله تعالى (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم) بها من ذنوبهم (وتزكيهم بها) أي ترفعهم من منازل المنافقين إلى منازل المخلصين وقيل تنمي أموالهم (وصل عليهم) أي ادع لهم واستغفر لهم وقيل هو قول الساعي للمصدق إذا أخذ الصدقة منه أجرك الله فيما أعطيت وبارك لك فيما أبقيت والصلاة في اللغة الدعاء (إن صلاتك) قرأ حمزة والكسائي (صلاتك) على التوحيد ونصب التاء ههنا وفي سورة هود (أصلاتك) وفي سورة المؤمنين) على صلاتهم) كلهن على التوحيد وافقهما حفص ههنا وفي سورة هود وقرأ الآخرون بالجمع فيهن وكسر التاء ها هنا وفي سورة المؤمنين ولا خلاف في التي في الأنعام (وهم على صلاتهم يحافظون) والتي في المعارج (وهم على صلاتهم دائمون) إنهما جميعا على التوحيد (سكن لهم) أي إن دعاءك رحمة لهم قاله ابن عباس وقيل طمأنينة لهم وسكون لهم أن الله عز وجل قد قبل منهم وقال أبو عبيدة تثبيت لقلوبهم (والله سميع عليم) واختلفوا في وجوب الدعاء على الإمام عند أخذ الصدقة قال بعضهم يجب وقال بعضهم يستحب وقال بعضهم يجب في صدقة الفرض ويستحب في صدقة التطوع وقيل يجب على الإمام ويتسحب للفقير أن يدعو للمعطي أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا آدم بن أبي إياس ثنا شعبة عن عمرو بن مرة قال سمعت عبد الله بن أبي أوفى وكان من أصحاب الشجرة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه قومه
(٣٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 319 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 ... » »»