سورة التوبة 76 لا يشهد إلا الجمعة ثم كثرت فنمت فتباعد أيضا حتى كان لا يشهد جمعة ولا جماعة فكان إذا كان يوم الجمعة خرج يتلقى الناس يسألهم عن الأخبار فذكره صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال ما فعل ثعلبة قالوا يا رسول الله اتخذ ثعلبة غنما يسعها واد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ويح ثعلبة يا ويح ثعلبة يا ويح ثعلبة فأنزل الله آية الصدقات فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من بني سليم ورجلا من جهينة وكتب لهما أسنان الصدقة كيف يأخذان وقال لهما مرا على ثعلبة بن حاطب ورجلا من بني سليم فخذا صدقاتهما فخرجا إلى ثعلبة حتى أتياه فسألاه الصدقة وأقرأه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما هذه إلا جزية ما هذه إلا أخت الجزية انطلقا حتى تفرغا الصدقة ثم عودا إلي فانطلقا وسمع بها السلمي خيار أسنان إبله فعز لها للصدقة ثم استقبلهما بها فلما رأياها قالوا ما هذه عليك قال خذاه فإن نفسي بذلك طيبة فمرا على الناس فأخذا الصدقة ثم رجعا إلى ثعلبة فقال أروني كتابكما فقرأه ثم قال ما هذه إلا أخت الجزية اذهبا حتى أرى رأيي قال فأقبلا فلما رآهما رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يكلماه قال يا ويح ثعلبة يا ويح ثعلبة ثم دعا للمسلمين بخير فأخبراه بالذي صنع ثعلبة فأنزل الله تعالى فيه (ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله) الآية إلى قوله (وبما كانوا يكذبون) وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من أقارب ثعلبه فسمع ذلك فخرج حتى أتاه فقال ويحك يا ثعلبة لقد أنزل الله فيك كذا وكذا فخرج ثعلبة حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله أن يقبل منه الصدقة فقال إن الله عز وجل منعني أن أقبل منك صدقتك فجعل يحثوا التراب على رأسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا عملك وقد أمرتك فلم تطعني فلما أبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقبض صدقته رجع إلى منزله وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أتى أبا بكر فقال اقبل صدقتي فقال أبو بكر لم يقبلها منك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنا لا أقبلها فقبض أبو بكر ولم يقبلها فلما ولي عمر أتاه فقال اقبل صدقتي فقال لم يقبلها منك رسول الله ولا أبو بكر فأنا لا أقبلها منك فلم يقبلها فلما ولي عثمان اتاه فلم يقبلها منه وهلك ثعلبة في خلافة عثمان وقال ابن عباس وسعيد بن جبير وقتادة أتى ثعلبا مجلسا من الأنصار فأشهدهم لئن آتاني الله من فضله آتيت منه كل ذي حق حقه وتصدقت منه فوصلت الرحم وأحسنت إلى القرابة فمات ابن عم له فورث منه مالا فلم يف بما قال فأنزل الله تعالى هذه الآية وقال الحسن ومجاهد نزلت في ثعلبة بن حاطب ومعتب بن قشير وهما من بني عمرو بن عوف خرجا على ملأ قعود وقالا والله لئن رزقنا الله مالا لنصدقن فلما رزقهما الله عز وجل بخلا به فقوله عز وجل (ومنهم) يعني المنافقين (من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن) ولنؤدين حق الله منه (ولنطونن من الصالحين) نعمل بعمل أهل الصلاح فيه من صلة الرحم والنفقة في الخير
(٣١٣)